القائمة الرئيسية

الصفحات

* يندب للصائم تعجيل الفطر؛ بعد تحقق غروب الشمس وقبل الصلاة، لأنَّ تعلق القلب به يشغل عن الصلاة، ثم يتعشى بعدها. وإنما قلنا " بعد تحقق غروب الشمس " لأنه يحرم الفطر عند عدم تحقق الغروب. ومَنْ أفطر مع الشك في الغروبِ فعليه القضاء وجوبًا إلا أن يتبيَّن له ويتحقق حصول المفطر بعده فلا قضاء عليه وعليه التوبة من معصية الإقدام على الفطر مع الشك في الغروب.

ويندب كون الفطر على رطباتٍ، فتمرات، فما في معناها من الحلويات. فإن لم يجد الصائم ذلك حَسَا حسواتٍ من ماءٍ. والحُسْوَةُ: ملء الفم من الماء. ويندب كون المأكول في الفطر وترًا.
ويندب أن يقول بعد فطره: "اللَّهُمَّ لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرتُ، فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخرتُ". وفي حديث: "اللَّهُمَّ لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرتُ، ذهب الظَّمَأُ وابتلَّت العروقُ وثبت الأجرُ إِنْ شاءَ الله تعالى". وللصائم دعوة مستجابة، قيل: هي ما بين رفع اللقمة ووضعها في فيه.

* ويندب السُّحور -بضم السين- وكذا تأخيرُه للثلثِ الأخير من الليلِ. قال القاضي عياض في إكمال المعلم (4/33): أجمع الفقهاء على أن السحور مندوب إليه وليس بواجبٍ. اهـ. والسحور -بفتح السين- المأكول أوالمشروب الذي يُتسحَّر به. ومحل ندب السحور إن تحقق مريدُ الصوم بقاء الليل وعدم طلوعِ الفجر. فإن أكل أو شرب مع الشك في ذلك أثم وعليه القضاء وجوبًا إلا أن يتبيَّن له حصول المفطر قبل الفجر.

قال العلَّامة الدسوقي: ويدخل وقت السُّحور بنصف الليل الأخير، وكلَّما تأخَّر كان أفضل. فقد ورد أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يؤخره بحيث يكون ما بين فراغه منه وبين الفجر قدر ما يقرأ القارئُ خمسين آية. وعُلم مما قرَّرناه أنَّ الأكل قبل نصف الليل ليس سحورًا. انتهى من حاشيته (1/804).

كتبه: وليد بن أبي القاسم قوادر المالكي (2019). عفا الله عنه. آمين


أحكام الصوم


تعليقات

التنقل السريع