القائمة الرئيسية

الصفحات


ماذا يفعل الأطبّاء ومساعدوهم في الصّلاة إذا لم يتيسّر لهم الوضوء ولا التيمّم بسبب لباس طاقم الوقاية الّذي يغطّيهم من الرأس إلى أخمص القدمين، ولا يمكنهم نزعه أثناء العمل في معالجة مرضى وباء "كورونا"، وذلك خوفا من العدوى؟

الجواب: هؤلاء الأطبّاء ومساعدوهم، يأخذون حكم فاقد الطّهورين؛ لأنّ الماء أو الصّعيد الطّيّب وإن كان موجودا، فهم لعجزهم عن استعماله بنزع ذلك اللّباس أثناء فترة عملهم خوفا على أنفسهم من العدوى أن تصيبهم، فهو في حكم المفقود، وهذه الصّورة هي نفس الصّورة التي ذكرها الفقهاء، وهي أن يصعد شخص فوق شجرة فارّا من أسد، والماء والتراب موجودان في الأسفل، لكن لا يمكنه النزول خوفا على نفسه من الأسد.
وفي هذه المسألة قال الإمام مالك بأنّ الصّلاة تسقط عنه أداء، ولا يطالب بقضائها، وهو مشهور المذهب. ولمن أراد أن يقلّد أصبغ فإنّه يصلّي قضاء بعد خروج وقتها، وقد كان شيخنا محمّد الأخوة رحمه الله تعالى يفتي لعمال المصانع الّذين لا يمكنهم الوضوء خوفا من الطرد بالصّلاة قضاء.
وفي كتب المذهب تعليل لكلا القولين، لمن أراد الوقوف على ذلك.
ويُعمل بأحد القولين المذكورين بشرط أن يستغرق عملهم كلّ الوقت الاختياري والضروري، وهو في الظهر والعصر إلى الغروب، وفي المغرب والعشاء إلى طلوع الفجر، وفي الصّبح إلى شروق الشمس.
والله أعلم.


الحبيب بن طاهر
المدينة الجديدة ـ تونس ـ في: 27 مارس 2020 م
الموافق لـ 3 شعبان 1441 هـ


تعليقات

التنقل السريع