القائمة الرئيسية

الصفحات


لقد اعتلى حسين باي عرش البلاد في جويلية سنة 1705 وهو يعتبر من أبناء البلاد اذ بها مسقط رأسه ومنها والدته. وبعد أن وطّد الأمن وأقر النظام التفت إلى البناء والتشييد فأنشأ بمدينة تونس تربته الأولى المعروفة بتربة سيدي الفلاري والكائنة بنهج تربة الباي وذلك سنة 1711. ولهذه التربة ثلاث واجهات مطلة على الشارع بكل منها رخامة نقشت عليها نصوص شعرية تؤرخ للمعلم. وبعد ذلك بزمن طويل أنشأ حسين باي تربته الثانية بمناسبة بناء جامعه المعروف بالجامع الجديد الكائن بنهج الصباغين بالحاضرة سنة 1726. وهي تعرف بتربة سيدي قاسم السبابطي وهو ولي دفن بها إلى جانب ولي آخر يدعى سيدي قاسم الباجي. على أن إرادة الله كانت غير إرادة حسين باي إذ أن نهايته الأليمة على يد حفيده للأخ يونس باي بن علي باشا في يوم 13 ماي 1740 وهي حز رأسه عن جسده قرب القيروان لم تسمح بأن يدفن كليا بإحدى هاتين التربتين. وهكذا بالرغم من إحداثه لتربتين فإن جثمان حسين باي بن علي قد دفن حيث قتل قرب مدينة رقادة وقبره هناك غير معروف ولم يستطع أحد أن يدلنا عليه، مع أن الشيخ محمد الصغير بن يوسف الباجي صاحب كتاب "المشرع الملكي في سلطنة أولاد حسين بن علي تركي" يدّعي أن يونس باي أمر بنقل جثة عم أبيه على عربة وصلت إلى باردو فأذن علي باشا بغسله وتكفينه والجمع بينه وبين الرأس في القبر غير أن هذا الخبر لم يتحقق لدينا لأن صاحب "المشرع الملكي" هو الوحيد الذي ذكره. أما تربة سيدي قاسم السبابطي التي دفن بها رأس هذا الباي فهي عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة عالية ولها نافذة تفتح على الشارع ويوجد بها إلى جانب قبر الوليين سيدي قاسم السبابطي وسيدي قاسم الباجي قبر حسين باي وقبر ابنه الأكبر الأمير محمد الرشيد باي وقبر أخيه محمد بن علي ابن علي باشا.

تعليقات

التنقل السريع