القائمة الرئيسية

الصفحات

إقامة صلاة جنازة لائقة بمسلم متوفّى بفيروس "كورونا"

 بسم الله الرحمن الرّحيم

وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا
إقامة صلاة جنازة لائقة بمسلم متوفّى بفيروس "كورونا"
من أوّل تونسيّ توفّي بفيروس "كورونا" جرى عمل بروتوكولات الدّفن بصورة مفجعة، لا تراعي مشاعر أهالي المتوفّى، وفيهم الابن والبنت، والأب والأمّ، والأخ والأخت، والجار الجنب، والصاحب والصّديق...
وقد يمكن تجاوز حقوق هؤلاء في الوقوف على ميّتهم وتقبيله وتوديعه، بسبب خوف العدوى، لكنّ الحقّ الّذي لا يمكن إسقاطه وحرمان صاحبه منه، ولا يتعارض مع أخذ الحيطة من العدوى، هو حقّ المتوفّى في أن تقام له جنازة يحضرها عدد من المسلمين، للصّلاة عليه والدّعاء والاستغفار له، إذ كلّما كثر العدد حظي الميّت بشفاعة من فيهم، فعن عبدِ اللهِ بن عبّاسٍ رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: "ما مِن رَجُلٍ مسْلِمٍ يَموتُ، فَيَقُومُ على جنَازتِهِ أربَعونَ رجلًا، لا يُشرِكونَ باللَّهِ شيئًا، إلاّ شَفَّعَهُمُ اللَّه فِيهِ"(مسلم).
ولكنّا نرى أنّ أخذ الحيطة من العدوى، وهي مطلوبة لا محالة، أَنْسَتْ الذّين وضعوا البروتوكول، حقّ الميّت على دولته أن تأخذه بعين الاعتبار، فتنظّم له صلاة جنازة لائقة بمسلم في بلد الإسلام.
ومن مظاهر عدم رعاية حقّ الميّت، زيادة على عدم العناية بحقّه في تكثير المصلّين عليه، لفّه في كيس أسود تستعمل عادة في جمع الفضلات، وكأنّ الأكياس البلاستيكية البيض قد انعدمت.
لذلك، ندعو السّلطات المعنية وخاصّة البلديات، إلى تعديل البرتوكول الخاص بدفن موتى "كورونا" بحيث يوضع الميت في الأكياس الخاصّة بالموتى وهي معروفة، على أن يكون لونها أبيض كما هو السّنّة، وتقام الصّلاة على الميت بمشاركة الراغبين ممّن له صلة به من أقارب، وأجوار، وأصدقاء، مع ضبط الاحتياطات اللاّزمة في ذلك، كأن يصلّى عليه وهو في سيارة نقل الموتى، وعلى مسافة آمنة كخمسة أمتار، مع الالتزام بالتباعد بين المصلّين، ولبس الكمامة، كما هو معمول به في المساجد في الصلوات الخمس والجمعة، حتّى نؤدّي حقّ الميّت علينا بحكم الأخوّة في الإسلام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النّبيّ ﷺ: "حقّ المسلم على المسلم ستٌّ:...وإذا مات فاتّبعه"(مسلم)، أي للصّلاة عليه.
الحبيب بن طاهر

كورونا


تعليقات

التنقل السريع