القائمة الرئيسية

الصفحات

استعمال دواء الرّبو في رمضان

بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى الله على سيّدنا محمّد النّبيّ المصطفى الكريم

استعمال دواء الرّبو في رمضان
من الأمراض الّتي ابتلي بها النّاس، مرض الرّبو (الفدّة أو ضيق التّنفّس)، وفي كلّ رمضان يسأل المصابون به ـ شفاهم الله تعالى منه ـ عن حكم استعمال الدّواء الخاصّ به أثناء الصّيام، هل يكون سببا في الإفطار أم لا؟
تصوّر المرض والدّواء: يُعدّ هذا المرض من الأمراض المزمنة، وهو يصيب الممرّات الهوائية للرّئتين، ينتج عن التهابات في هذه الممرّات وانتفاخها، و يتسبّب ذلك في ضيقها؛ فيمنع أو يقلّل تدفّق الهواء إلى الشعب الهوائية في الرّئتين، الأمر الّذي يؤدّي إلى حصول نوبات متكرّرة من ضيق التّنفّس للمريض، وهي تختلف من شخص إلى آخر، فقد تظهر عدّة مرّات في اليوم الواحد أو في الأسبوع.
وعلاجه يكون بنوعين من الدّواء: أحدهما للإنقاذ السريع عند حصول النّوبات، والثّاني للسّيطرة على المرض في المدى البعيد.
وأدوية هذا المرض منها ما يؤخذ بالبلع عن طريق الفم، ومنها ما يؤخذ بالاستنشاق (البخّاخات) بجذبه بالفم فيمرّ إلى الرّئتين عن طريق الحلق.
وأمّا ما يؤخذ بالاستنشاق بالفّم ويمرّ إلى الرّئتين عن طريق الحلق، فالأدوية فيه الآن نوعان: (Inhalers) وهو دواء في شكل سائل يقوم بتوسعة القصبات الهوائية في حالة حصول أزمة ضيق التّنفس، و(Accuhaler) وهو دواء في شكل جامدة يتحوّل بالضّغط إلى رذاذ، ويعالج الالتهاب ويؤخذ غالبا بصفة يومية.
الجواب: ما يؤخذ عن طريق البلع فلا شكّ أنّه مفطر.
وأمّا ما يؤخذ استنشاقا، فالدّواء الأوّل مفطر على قاعدة السّوائل الّتي تصل إلى الحلق من أي منفذ (الفم، والأذن، والعين، والأنف، مسامّ الرّأس)، سواء وصل شيء منه إلى المعدة أو لم يصل.
والدّواء الثّاني لمّا كان أصله أقراصا يتمّ تفتيتها إلى رذاذ عن طريق ضاغط غازي، فإنّه يعدّ مفطرا وفق قواعد المذهب المالكي بأنّ ما يصل من غير السّوائل إلى المعدة عن طريق الفم يكون مفطرا. فإنّ الغالب وصول شيء من المستنشق إلى المعدة أثناء عملية الاستنشاق، حسب إفادة خبراء في الصّيدلة، وذلك لتجاور مدخل الحلقوم إلى الرّئتين ومدخل المريء إلى المعدة، ولذلك هم ينصحون المريض بغرغرة الماء في حلقه ليمنع وصول الدواء إلى المعدة حتّى لا يحدث أثرا فيها، مع كون غرغرة الماء نفسها في الحلق مفطرة.
وأمّا حكم فطر مرضى الرّبو، فهو كحكم سائر المبتلين بالأمراض المزمنة، يصبرون لقضاء الله تعالى، ويفطرون وجوبا؛ لأنّ استعمال الدّواء واجب عليهم، وتركه يؤدّي إلى الضّرر الشّديد وتطوّر المرض. وعليهم الفدية استحبابا، بإطعام مسكين عن كلّ يوم بمقدار مدّ بمدّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو مقدّر بـنصف كلغ من السميد أو قيمة ذلك نقدا.
والله أعلم
الشيخ الحبيب بن طاهر



تعليقات

التنقل السريع