القائمة الرئيسية

الصفحات

المرض الموجب والمبيح للفطر


قال الله تعالى "فمن كان منكم مريضا .البقرة 

تكرر لفظ –مريضا—في آيتي الصوم.فهل كل مرض يكون سببا في الإفطار؟وما رأي الفقهاء في المرض المسبب للإفطار؟

إن مايطلق عليه اسم المرض المبيح للإفطار :هو المرض الشديد الذي يخاف الصائم زيادة المرض أو تأخير البرء وإن لم يكن تأثيره عاجلا يكون آجلا .وقد فصل العلماء ذلك تفصيلا وبينوه بيانا شافيا:

 1 -الطبري :"هو المرض الذي لايطيق صاحبه مع القبام لصلاته إذا جهده الصوم ولم يستطع أن يصلي الفرائض كما أمر. وقال الشافعي :هو كل مرض كان الأغلب من أمر صاحبه الزيادة زيادة غير محتملة.ج  3 ص457

 2- رأي الشيخ ابن عاشور:"اختلف الفقهاءفي تحديد المرض الموجب للفطر .فأما المرض الغالب الذي لايستطيع المريض معه الصوم بحال بحيث يخشى الهلاك أو مقاربته فلا خلاف بينهم في أنه مبيح للفطر بل يوجب الفطر.وأما المرض الذي دون ذلك فقد اختلفوا في مقداره .فذهب محققوالمذاهب :إلى أنه المرض الذي تحصل به مشقة زائدة على مشقة .

قال مالك وأبو حنيفة والشافعي على تفوات بينهم في التعبير:وقال ابن عاشور "وأعدل العبارت ما نقل عن مالك لأن الله أطلق المرض ولم يقيده وقد علمنا أنه ما أباح للمريض الفطر إلا لأن لذلك المرض تأ ثيرافي الصائم "ج 2 ص 162

 3- قال القرافي في الفرق الرابع عشر "إن المشاق قسمان .قسم ضعيف لاتنفك عنه تلك العبادة كالوضوء والغسل في زمن البرد وكالصوم وكالمخاطرة في الجهاد.وقسم ما تنفك عنه العبادة وهذا أنواع: نوع لاتأ ثير فيه للعبادة كوجع أصبع وهذا لاالتفات إليه .ونوع له تأثير شديد مع العبادة كالخوف والأعضاء والمنافع وهذا يوجب سقوط تلك العبادة.ونوع يقرب من هذا فيوجب ما يوجبه "ج 1 ص 238

  4- وقال الشعراوي "-من كان منكم مريضا-كلمة عامة وأنت فيها حجة على نفسك وبأمر طبيب مسلم حا ذق والمرض مشقته مزمنة في بعض الأحيان"ج 2 ص 772

قال الرازي "ملخصا قول الفقهاء :إن المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضررالنفس أوزيادة في العلة إذ لافرق في الفعل بين ما يخاف منه وبين ما يؤدي الى ما يخاف منه كالمحموم إذا خاف لو أنه إذا صام تشتد حمّاه وصاحب وجع العينين يخاف إن صام يشتد وجع عينيه ...ج 5 ص 234 .

إن رخصة إفطارالمريض 1- مرة تكون واجبة لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن التي يتعذر معها الصيام فلا صيام ولاقضاء ولكن يستحب إخراج فدية الصيام.

 2- يكون محرما إذا كان المرض خفيفا لايضره الصيام 

  3-يباح الإفطار للحامل والمرضعة أذا توقف الرضيع على لبنها مع القضاء والفدية دون الحامل فالقضاء فقط

وخلاصة القول:أن المراد بالمرض المانع للصيام :أن يؤدي إلى مشقة شديدة وأن لم تحصل عاجلاأو آجلا ولو بعد رمضان أو يزداد المرض أو يتأخر الشفاء.وليستفت الأنسان نفسه و  والله أعلم وبه التوفيق نرجومن الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يكشف عنا هذ البلاء والوباء ويقينا شره .

 





تعليقات

التنقل السريع