الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ...
و بعد فيكثر السؤال خلال هذا الشهر عن بعض مسائل سجود التلاوة ،على
مذهب سادتنا المالكية فرأيت أن أجعلها في منشور طلبا لعموم النفع خاصة و أنها من
المسائل المتكررة. أقول و بالله التوفيق:
سجود التلاوة سنة للقارئ مطلقا و للمستمع بشروط :
1- أن يكون جالسا للتعلم من
القارئ
2- أن يكون القارئ صالحا للائتمام به بأن يكون حرا ذكرا بالغا عاقلا
فلا تسن سجدة التلاوة خلف تلفاز أو مذياع أو هاتف و نحوه لأنها لا تصلح للإئتمام
بها
3- أن لا يكون القارئ جالسا ليسمع الناس حسن صوته و تلاوته
- و يشترط في القارئ و السامع كليهما تحصيل شروط الصلاة جميعا من
طهارة حدث و خبث و ستر عورة و استقبال قبلة.
و يكره لمن جمع شروطها أن لا يسجد لها
- و سجود التلاوة سجدة واحدة لا إحرام و لا سلام فيها
قال خليل في المختصر: "سجد بشرط الصلاة بلا إحرام وسلام"
- و مواضع السجود احدى عشر موضعا:
1- آخر الْأَعْرَاف ،
2- (وَالْآصَال) فِي سُورَة الرَّعْد
3- (يؤمرون) فِي النَّحْل
4- (خشوعا) فِي الْإِسْرَاء
5- (وبكيا) فِي مَرْيَم
6- (وَأَن الله يفعل مَا يَشَاء) فِي الْحَج
7- (وَزَادَهُمْ نفورا) فِي الْفرْقَان
8- (وَرب الْعَرْش الْعَظِيم) فِي النَّمْل
9- (وهم لَا يَسْتَكْبِرُونَ) فِي السَّجْدَة
10- (وخر رَاكِعا وأناب) فِي ص
11- (إِن كُنْتُم إِيَّاه تَعْبدُونَ) فِي فصلت
- و يكره
للإمام و الفذ تعمد قراءة الآية التي فيها سجدة التلاوة في الفريضة فإن قرأها سجد
لها و يسجد المأموم تبعا لإمامه. و لا اشكال في السجود في النافلة.
- و يكره
لخطيب الجمعة تعمد قراءتها في الخطبة فإن قرأها فلا يسجد لها و لا يسجد المأموم.
- و من سجد للتلاوة في
الصلاة تستحب له قراءة شيء بعدها و لو من سورة أخرى قبل ركوعه لكي يأتي الركوع بعد
قراءة
- و تحرم سجدة التلاوة في أوقات تحريم النافلة و تكره في أوقات
الكراهة و لكن رخص مالك في سجود التلاوة بعد العصر ما لم تصفر الشمس، وبعد الصبح
ما لم يسفر
جاء في المدونة: فقلت له:" فإن قرأها بعد العصر أو بعد الصبح
أيسجدها ؟ قال: إن قرأها بعد العصر والشمس بيضاء نقية لم يدخلها صفرة رأيت أن
يسجدها، وإن دخلتها صفرة لم أر أن يسجدها وإن قرأها بعد الصبح ولم يسفر، فأرى أن
يسجدها، فإن أسفر فلا أرى أن يسجدها"
و ورد فيها أدعية كثيرة أحسنها :
"سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته..
اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا، وضع عني بها
وزرا، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام"
والله تعالى اعلم
#فقه_مالكي
تعليقات
إرسال تعليق