القائمة الرئيسية

الصفحات

لا خلاف في كون مناط التكليف بصيام رمضان هو "رؤية هلال رمضان"، ومناط انقضاء التكليف لذلك العام هو "رؤية هلال شوّال".
ويخطئ البعض باعتقاد أنّ مناط التكليف بصيام رمضان هو "ولادة هلال رمضان فوق الأفق وبقاؤه لبعض الوقت بعد غروب الشمس"، وليس هذا ما ناط به الشرع صيام الشهر وجعله سببا له، بل ناطه فقط "بالرؤية".
والحسابات الفلكيّة اليوم أصبحت ذات دقّة عالية بحيث يمكن معرفة توقيت ولادة الهلال ومكانها بدقّة متناهية، ولكن ولادته لا تعني بالضرورة إمكانيّة رؤيته، فحتى إذا ثبت حسابيّا أن الهلال قد ولد وأنه يبقى فوق الأفق لمدة كافية لرصده، فالعمدة على الرؤية من عدمها.
ولكن إذا أثبتت الحسابات الدقيقة أنّ الهلال يولد تحت الأفق مثلا، فهذا يعني استحالة رؤيته يقينا، فلا حاجة لرصد الهلال ولا اعتبار بدعوى رؤيته، والأصل أن ذلك الادعاء يقدح في الشهادة.
والإسلام يبني أحكامه على اليقين ما كان لذلك اليقين سبيل. فمحاولات رصد الهلال مع ثبوت ولادته تحت خط الأفق حسابيا "في هذا الزمان" ضرب من العبث، ولعل المجامع الفقهية قرّرت اعتماد الرؤية مع الاستئناس بالحساب، وهو يعكس إمّا عدم اعتقادهم دقّة الحساب أو تمسّكهم بظاهر الحديث "صوموا لرؤية الهلال وأفطروا لرؤيته"، في حين أنّ الحديث لا يذكر حالة "تيقّن عدم الرؤية".
وقد أثبتت الحسابات الفلكية الدقيقة استحالة رؤية هلال شوال في الليلة الفاصلة بين 11 و12 ماي، وكلّ من ادعى رؤيته فهو إمّا واهم أو كاذب، ومن أفطر البارحة فعليه القضاء.
والهلال الذي ترونه الليلة عمره ثلاث ليال، فقد ولد يوم 11 بعد المغرب بقليل تحت الأفق.
والخلاصة:
- إذا أثبت الحساب إمكانية الرؤية، فالرؤية هي الفيصل.
- إذا أثبت الحساب استحالة الرؤية جزما قاطعا، فالحساب هو الفيصل في "عدم الرؤية"، ويتم الرصد والرؤية في الليلة الموالية لتحقيق مناط الصيام أو الإفطار.
والله أعلم.

رؤية الهلال و الحساب




تعليقات

التنقل السريع