القائمة الرئيسية

الصفحات

الشّيخ محمّد الصادق الشطّي ( 1894ــــ 1945م )

 

اعلام الزيتونة

الشّيخ محمّد الصادق الشطّي

1894)ـــــ 1945م(

هو الشّيخ المنعم المبرور أبو عبد الله الشّيخ محمّد الصّادق بن محمّد ابن محمّد الشطّي الشّريف المساكني، المدرّس المالكي.

ولد الشّيخ بمدينة مساكن من عواصم السّاحل التونسي، في سنة 1312ه / 1894م من بيت فضل ينحدر نسبه الطّاهر من آل البيت.

نشأ الشّيخ في أسرة صالحة وتربّى تربية فاضلة، فما إن بلغ الخامسة من عمره حتّى أدخله والده إلى الكتّاب، وقضى في التعليم الابتدائي مدّة ثماني سنين حفظ أثناءها القرآن الكريم عن ظهر قلب، كما حفظ العديد من المتون العلميّة. ودرس إلى جانب ذلك مبادئ بعض العلوم العربيّة مثل النّحو، والصّرف، والتوحيد، والفقه، كما درس الحساب والفرائض.

ولمّا بلغ سنّ الرابعة عشرة تاقت نفسه استكمال الدراسة في أفق أوسع، ورغب والده في تحقيق أمنيّته فأرسله إلى العاصمة تونس، حيث دخل الجامع الأعظم، وكان ذلك في سنة 1325ه. واستمرّ في دراسته على هذا السّير، حتّى اجتاز امتحان التطويع سنة 1331ه / 1912م، فأحرز قصب السّبق بنجاح.

وما كادت النظارة العلميّة تأذن له بالانتساب للتدريس حتّى تفرّغ له كلّ التفرّغ، وباشر تدريس كتب المرتبة الابتدائيّة، مع استمراره على مزاولة التعليم العالي حسب النظام القائم يومئذٍ. وقسّم نهاره كلّه بين التعليم والتعلّم، حتّى كان في بعض الأحيان يُقرئ ستّة دروس في اليوم، ويختلف إلى ستّة أيضاً من دروس شيوخه. ثمّ يقضي ليله كلّه تقريباً في المطالعة لإعداد دروس الغد، وفي معاونة الطلبة الّذين يجاورونه في المدرسة على إعداد دروسهم.

تقدّم المرحوم إلى المناظرة الّتي أجريت لتعيين مدرّس خاصّ إثر وفاة الشّيخ الفقيه صالح الهوّاري، فكان خير خلف لخير سلف، وفي سنة 1340ه / 1921م نجح في مناظرة التدريس الرسمي من الرتبة الثانية. ولمّا توفّي الأستاذ محمّد النخلي تقدّم المترجم له إلى المناظرة في سنة 1342ه / 1924م فأحرز نجاحاً ليكون مدرّساً من الطبقة الأولى.

تتلمذ المرحوم على كبار علماء عصره، نخصّ بالذكر منهم: الشّيخ العلاّمة محمّد الطّاهر ابن عاشور، والشّيخ العلاّمة محمّد العزيز جعيّط، والشّيخ العلاّمة بلحسن النجّار، والشّيخ العلاّمة صالح المالقي، والشّيخ العلاّمة محمّد الخضر حسين، وغيرهم.

من أهمّ الكتب الّتي ألّفها الشّيخ رحمه الله كتابه النّافع الّذي سمّاه «لباب الفرائض» وقد نال هذا الكتاب الموافقة من اللّجنة العلميّة فطبع الطبعة الأولى في سنة 1353ه، وقرّر كمادّة للسنتين الأولى والثانية من المرتبة الثانويّة للتعليم الزيتوني. ثمّ ألّف كتاباً في مادّة التربية والتعليم بطلب من الهيئة العلميّة حتّى يعتمد في التعليم الزيتوني الّذي سمّاه «روح التربية والتعليم».

وفي أيّامه الأخيرة عكف الشّيخ على اختصار وتهذيب كتاب قواعد الونشريسي ولكن منعه الموت من استكماله.

مرض رحمه الله في آخر حياته بمرض السكر، ومرض ضعف القلب، وما زالا به حتّى وافته المنيّة في 21 ربيع الثّاني من سنة 1364ه الموافق للرابع من أفريل من سنة 1945م.

المصدر: اختصار لترجمة محمّد المنصف المنستيري

تعليقات

التنقل السريع