القائمة الرئيسية

الصفحات

ترجمة الشّيخ محمّد الخطوي دغمان (1921 ـــــ 2010م)

اعلام الزيتونة


هو المنعم المبرور فضيلة الشّيخ محمّد الخطوي بن عمر دغمان عالم القراءات، وإمام التراويح بجامع الزيتونة المعمور.

ولد في 20 فيفري 1921م بتونس، ولمّا بلغ سنّ العاشرة تقريباً التحق بكتّاب سيدي عبد السلام بتونس العاصمة، فانخرط في سلك تلامذته، وفي مدّة وجيزة حفظ كامل القرآن الكريم حفظاً جيّداً، وتعلّم علم القراءات مع استيعاب بعض المتون العلميّة كمتن الجزريّة، ومتن ابن عاشر، وألفيّة ابن مالك، والشّاطبيّة.

وكان هذا التفوّق والنّبوغ في حفظ كتاب الله العزيز وتجويده يعود بفضل اعتناء مؤدّبه وشيخه به، وهو العالم الهمام مدرّس علم القراءات بجامع الزيتونة فضيلة الشّيخ عبد الجوّاد البنغازي طيّب الله ثراه وجعل الجنّة مثواه الّذي أجازه في هذا العلم.

بعد أن أتمّ الشّيخ حفظ القرآن الكريم، وتمكّن من علم القراءات كلّفه شيخه بتحفيظ ما تيسّر من كتاب الله للتلاميذ المبتدئين، فقام بهذه المهمّة أحسن قيام حتّى سنة 1959م تاريخ وفاة شيخه المذكور.

كما كلّفه الشّيخ عبد الجوّاد بأداء صلاة التراويح في سنّ مبكّرة بمسجد الأبراج بنهج سيدي عبد السلام نيابة عنه، وكان يصلّي خلفه تشجيعاً له.

ولقد سخّر الفقيد العزيز حياته كلّها لخدمة القرآن الكريم، وذلك منذ شبابه إلى أن أدركته المنيّة؛ أي طوال سبعين سنة تقريباً، فتخرّجت على يده أجيال متعاقبة يكنّون له المحبّة والتقدير، لما لمسوا فيه من ورع ودماثة أخلاق، وحرص على إفادتهم فجازاه الله كلّ خير، ومن هؤلاء التلاميذ نذكر بالخصوص المشايخ الأفاضل: عثمان الأنداري، وعبد الله المولهي، ومحمّد مشفر، ومنذر الجدّي، ونجيب بن منصور، والمنصف الجوّادي، والطاهر بوغارقة، وابنه البار العزيز عبد المنعم دغمان.

والجدير بالملاحظة أنّ الشّيخ رحمه الله تعالى أشرف منذ الأربعينيات على تأسيس الإملاءات القرآنيّة ببعض المساجد بمعيّة مشايخ أجلاّء أمثال شيخ الإسلام محمّد عبّاس، والشّيخ عليّ بن الخوجه، وصديقه الشّيخ حسن الخياري، والشّيخ عليّ التركي، والشّيخ أحمد بن ميلاد.

وكانت الانطلاقة من جامع صاحب الطابع بالحلفاوين سنة 1946م بعد وفاة الشّيخ المصلح عبد العزيز الباوندي طيّب الله ثراه، ثمّ شملت بعد ذلك جامع باب الجزيزة، وجامع الزرارعيّة، وجامع الفتح، وجامع خير الدّين، بالأحواز، وجامع الزيتونة المعمور الّذي لم ينقطع عن زيارته وعن تدريس القرآن الكريم فيه إلّا قبل أشهر قليلة من وفاته.

وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الفقيد تولّى بداية من السبعينات إمامة الصّلوات الخمس بجامع البرج بباب العسل بطلب من صديقه الوفيّ رفيق دربه فضيلة الشّيخ حسن الخياري الإمام الخطيب لهذا الجامع، واستمرّ في هذه الخطّة حتّى الأيّام الأخيرة من حياته.

وبالإضافة لذلك فقد باشر إمامة التراويح بجامع الزيتونة عوضاً عن المرحوم العلاّمة الشّيخ محمّد الكلبوسي، وذلك سنة 1974م إلى سنة 2009م، فكان خير خلف لخير سلف.

انتقل الرّاحل العزيز سيدي محمّد الخطوي دغمان إلى جوار ربّه تعالى يوم 12 محرّم 1432ه الموافق 18 ديسمبر 2010م، ودفن بمقبرة سيدي يحي.




الترجمة بقلم الأستاذ: محمّد العزيز الساحلي.

مصدر الصورة: صفحة أحبّاء الزّيتونة

تعليقات

التنقل السريع