القائمة الرئيسية

الصفحات

اعلام الزيتونة

ترجمة الشّيخ حسن الخياري

( 1918ـــ 1991م)
هو الشّيخ الخطيب الواعظ حسن بن حبيب الخياري.
ولد بتونس سنة 1918م، وبعدما حفظ نصيباً من القرآن الكريم على يد المؤدّب الشهير الشّيخ سالم بن قدّور رحمه الله، التحق بالمدرسة القرآنيّة بنهج سيدي ابن عروس حيث أتمّ تعليمه الابتدائي، وكان يشرف على هذه المدرسة في ذلك العهد العلاّمة الشّيخ محمّد مناشو.
وقد اشتهر رحمه الله بالعمل والجديّة والنشاط، فقد تحصّل على الشهادة الابتدائيّة، ثمّ التحق بجامع الزيتونة المعمور وذلك في سنة 1932م حيث تحصّل على شهادة التحصيل في 1940م، ثمّ على شهادة العالميّة سنة 1943م.
عيّن مدرّساً بجامع الزيتونة المعمور وفروعه في سنة 1944م من الطبقة الثانية، وقد تتلمذ في هذه المرحلة على علماء عصره نذكر منهم: الشيخ معاوية التميمي، والشّيخ محمّد العنابي، والشّيخ محمّد المستيري، والشيخ أحمد النيفر، والشّيخ عمر العدّاسي، والشّيخ أحمد بالميلاد، والشيخ طيّب التليلي.
وعند توحيد التعليم إثر الاستقلال درّس أستاذاً بالمعهد الفنّي بتونس إلى أن بلغ سنّ التقاعد.
تولّى الشّيخ رحمه الله سنة 1951م الإمامة والخطابة في جامع سيدي يحي المشهور باسم «جامع البرج»، واستمر في مباشرة الخطابة قرابة الثلاثين سنة إلى أن أقعده المرض.
وقد عرف منبر جامع البرج خطبه ومواعظه البليغة وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، ودعوته إلى الله تعالى، وإرشاد النّاس وتوجيههم إلى ما يضمن لهم سعادة الدارين. فأقبل المصلّون أفواجاً على الجامع حتّى غصّت رحابه بالمتشوّقين إلى سماع وعظه، فتراهم كلّهم آذاناً صاغية لسماع إرشاده، فهو ينير سبيل العامّة والخاصّة بما يقدّمه على منبره من مواعظ بليغة ومعلومات دينيّة بأسلوب مبسّط ميسّر مؤثّر في الجميع، فحظي بمحبّة المصلّين.
كان للشّيخ رحمه الله أنشطة كثيرة، فقد كان في شبابه يعمل جنباً إلى جنب مع أستاذه المرحوم الشّيخ عبد العزيز الباوندي على نشر القرآن بين مختلف طبقات الشعب التونسي.
ولمّا توفّي الشّيخ الباوندي سنة 1940م اضطلع هو بنفسه بمهمّة تكوين الإملاءات القرآنيّة والإشراف عليها، فكوّن أوّل املاء بجامع صاحب الطابع سنة 1940م، فكان ذلك منطلقاً لانتشار الاملاءات في الأحياء المجاورة وفي داخل البلاد؛ إذ زار العديد من المدن للقيام بهذه المهمّة.
كان له دروس في جامع الزيتونة المعمور في الوعظ والإرشاد والفقه والعقيدة، وذلك بعد وفاة الشّيخ أحمد بن ميلاد في سنة 1970م، ودرس بجامع صاحب الطابع يوم الخميس بعد صلاة المغرب.
كوّن رحمه الله جمعيّة لتوعية النّاس لاجتناب المسكرات والمخدّرات، وشارك في تأسيس «جمعيّة الهداية» الّتي كان دورها إطعام الطلبة الزيتونيين الفقراء، وتوفير المبيت لهم، مع الأستاذ الشّيخ طيّب التليلي. كما شارك في نقابة المدرّسين وانتخب كاتباً عامّاً لها.
ومن الأعمال الخيريّة الّتي كان يقوم بها رحمه الله زيارته للمستشفيات ومأوى العجّز بمنوبة يومي عيد الفطر والأضحى ويوم المولد لتقديم الهدايا إليهم وإدخال البهجة والسرور عليهم.
انتقل الشّيخ إلى جوار ربّه يوم الثلاثاء 15 جمادى الثاني 1411ه الموافق لغرّة جانفي 1991م، ودفن بمقبرة الزلاج، وقد صلّى عليه الشّيخ محمّد المختار السلاّمي المفتي الأسبق.

 


تعليقات

التنقل السريع