القائمة الرئيسية

الصفحات


“سعدون الأسمر”


..حارس باب سعدون العتيق لكل باب من أبواب مدينة تونس العتيقة، حكاية ورواية من التاريخ المشع عبر الحضارات العريقة، وحكايتنا اليوم هي عن “باب سعدون”، الذي تراه متربعا، آنفا شامخا، يتوسط مجموعة من الطرق السيارة التي تحمل المسافر إلى مدن الشمال والشمال الغربي، بنزرت والكاف وباجة. ونسبة إلى هذا الباب سميت المحطة الجهوية وهي تعرف بمحطة باب سعدون، يأتيها المسافرون من كل حدب وصوب، بغية قضاء حاجاتهم اليومية، فمنهم من يأتي طالبا للعلم في جامعات تونس العاصمة ومنهم من يأتي ينشد العلاج في مستشفياتها ومنهم من يأتي للتبضع والتجارة من أسواقها العريقة.
ولكن قد نمر مرور الكرام دون أن ندرك أنه لهذا الباب التاريخي، دلالة وقصة وحكاية، اتخذ منها تسميته، فدعونا نتعرف سوية عن شخصية سعدون الذي ينسب إليه، أحد أشهر أبواب مدينة تونس العتيقة. بني باب سعدون مطلع القرن الخامس عشر ميلادي، وتقريبا، حوالي سنة 1350م، وفق ماتشير إليه المصادر التاريخية، في عهد الدولة الحفصية، وتوافق هذه السنة، فترة حكم السلطان الحفصي أبو العباس الفضل، الذي خلفه السلطان أبو إسحاق إبراهيم الثاني، الذي حكم من سنة 1350 إلى 1369. وفي عهد السلطان الحفصي أبو عبد الله محمد المنتصر الثاني، الذي حكم من 1434 إلى 1435، جعلت للباب سقاية. اعتمد باب سعدون منذ تشييده للتجارة، حيث كان مسلكا تجاريا يسلكه التجار للتبضع والوصول إلى أسواق الذهب والقماش وغيرها في مدينة تونس العتيقة، التي مازالت تشهد حركة تجارية وتمثل نقطة استقطاب إلى يومنا هذا. وقد شهد باب سعدون عدة تطورات معمارية هامة، عبر السنين، حيث أضيفت له ثلاثة أقواس من أجل توسعته ومن أجل تسهيل الحركة التنقل، وكان ذلك سنة 1881، وهي السنة التي احتل فيها المستعمر الفرنسي البلاد تحت راية “الحماية”، الذي دام قرابة 75 عاما. كغيره من أبوابها ال24، لم تكن تسمية باب سعدون هباء فقد اتخذت تسميته نسبة إلى رجل صالح كان يسمى “أبا سعدون الأسمر”، وكان كثيرا ما يرابط بذلك المكان، ورغم أن المصادر حول هذه الشخصية كانت شحيحة، إلا أنه قد أوتي على ذكره في “معالم الأولياء ومزارات الصالحين“، في “الموسوعة التونسية المفتوحة”، الذي يتحدث فيها أبا سعدون الأسمر عن الولي الصالح سيدي محرز، وقدومه للجلاز.





تعليقات

التنقل السريع