القائمة الرئيسية

الصفحات


** *العبودية الطوعية* **
________________________________________________
" عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل , تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتواءم مع الأستبداد ، ويظهر فيه ما نسميه "المواطن المستقر" .
يعيش هذا المواطن في عالم خاص به وتنحصر إهتماماته في ثلاثة أشياء :
1- الدين
2- لقمة العيش 
3- كرة القدم
*الدين* : عند المواطن المستقر لا علاقة له بالحق والعدل ، وإنما هو مجرد أداء لطقوس وأستيفاء للشكل ولا يتطابق غالباً مع السلوك الحسن .
فالذين يمارسون , بلا حرج , الكذب والنفاق والرشوة يحسون بالذنب فقط إذا فاتتهم أحدى الصلوات !!
وهذا المواطن لا يدافع عن دينه الا إذا تأكد أنه لن يصيبه أَذًى من ذلك .
فقد يستشيط غضباً ضد الدول التي تبيح جواز المثليين بحجه أن ذلك ضد إرادة الله , ولكنه لا يفتح فمه بكلمة مهما بلغ عدد المعتقلين في بلاده ظلماً وعدد الذين ماتوا تحت التعذيب !
وقد يفعل الفاحشة والفساد في بلاده جهراً وبعد ذلك يحمد الله !!
*لقمة العيش*: هي الركن الثاني في حياة المواطن المستقر . فهو لا يعبأ أطلاقاً بحقوقه السياسية ويعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتى يكبروا , فيزوج البنات ويشغل أولاده ثم يقرأ في الكتب المقدسة ويخدم في بيت الله وذاك هو حسن الختام .
أما *كرة القدم* : فهي تنسيه همومه وتحقق له العدالة التي فقدها خلال 90 دقيقة . فهذه اللعبة تخضع لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع .
*المواطن المستقر* هو العائق الحقيقي امام كل تقدم ممكن ، ولن يتحقق التغيير الا أن يخرج هذا المواطن من عالمه الضيق ويتأكد أن ثمن السكوت على الأستبداد , أفدح بكثير من عواقب الثورة ضده !!
مقالة *العبودية الطوعية* للمفكر "إيتيان دو لا بوسيه" ...


تعليقات

التنقل السريع