القائمة الرئيسية

الصفحات

1 ـ تجويزهم أن يتقحّم باب التكفير : المقلّدة والعوامّ ومن لا أهليّة تؤهّلهم للكلام في دين الله إلا فيما لا يُختلف فيه منه ، وإلا فهم مظنّةٌ لأن يحكموا بكفر من لا يُحكم بكفره ، فضلا أن يُذكر لهم أنّ خوضهم ذلك هو فرض عليهم ، أو يُذكر أنّه من أصل الدّين أصلا وأنّه شرط في انعقاد الإسلام لهم !!!
2 ـ ثمّ تجويزهم التكفير بما ظاهره كفر قبل التّحقيق في الشروط والموانع وحيثيّات القضيّة ... فذلك من جهلهم أيضًا، وإلا فلازم هذا المذهب أن يحكم بكفر المكره والمخطئ والجاهل والمتأوّل لمجيئهم بما ظاهره كفر ، فيُكفّرون وتُستحلّ دماؤهم وأعراضهم وأموالهم ثمّ يُنظر في الشروط والموانع !!! فضلا أن يُذكر أنّ تكفير أولئك فرض ، أو أنّه من أصل الدّين أصلا !!!
3 ـ ثمّ تجويزهم التكفير بما ليس ظاهره كفر إلا من حيث النّوع كأن يُرمى الغير بالكفر لإنكاره أمرًا هو في ذاته معلوم بالضّرورة لكنّه ليس معلومًا بالضّرورة عند ذلك المُعيّن المرميّ به لنسبيّة العلم والجهل وتفاوتهما بين المسلمين ، فضلا أن يُذكر أنّ تكفيره فرض ، أو أنّه من أصل الدّين !!!
4 ـ ثمّ تجويزهم التكفير بما ليس ظاهره بكفر لا نوعا ولا عينا وإنّما هو معصية كموادّة الكافر لماله ودنياه ، وهذا هو التكفير بالمعصية ، ومنه يبدأ موافقة الخوارج من كلّ وجه ، ويزيد عليهم من يذكر أنّ التكفير بذلك فرض ، أو أنّه من أصل الدّين !!!
5 ـ ثمّ تجويزهم التكفير بما ليس ظاهره كفر لا نوعا ولا عينا ولا هو معصية ، وإنّما هو وجه في الفقه ؛ فيُرمى الغير بالكفر لإنكاره ما يُدعى أنّه معلومٌ بالضّرورة وأنّ دليله مفيدٌ للقطع ، وهو على قواعد فقهاء السنّة ليس إلا من النّظريّات المُفيدة للظنّ الرّاجح عند بعضهم وللظنّ المرجوح عند مخالفه ؛ فيجعلون إنكار الظنيّات كإنكار القطعيّات ومن ثَمّ يجعلون الفقه = كفرًا ، فضلا أن يُذكر أنّ التكفير بذلك فرض ، أو أنّه من أصل الدّين !!!
6 ـ ثمّ تجويزهم التكفير بما ليس ظاهره بكفر لا نوعا ولا عينا ولا هو معصية ، وإنّما هو الوجه الرّاجح جدّا في الفقه ، وليست المخالفة فيه إلا من الشذوذات التي ليست قولاً لواحد من علماء السنّة ولا هي على أصوله ولا لازما لمذهبه ، بل هي أوهام عليهم ؛ فيجعلون إنكار شذوذاتهم في المسائل كإنكار القطعيّات ومن ثَمّ يجعلون البدعة = إيمانًا ، والسنّة = كفرًا ، فضلا أن يُذكر أنّ التكفير بذلك فرض ، أو أنّه من أصل الدّين !!!
7 ـ بل كثير من تلك المسائل التي ينكرها المرميّ بالكفر : قطعيّة معلومة بالضّرورة وينكرها "الرّامي له بالكفر" فيكفّره مع كونه هو المخطئ على الفقه والسّنّة قطعًا فهو من أتى كفرًا ، ويجعل ـ مع ذلك ـ مخالفه هو الكافر !!! فيجعل الكفر = إيمانًا ، والإيمان = كفرًا !!! فأيّهما أولى بالتّكفير ؛ الرّامي أم المرميّ ؟!
... إذا تبيّن هذا فافهم قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : "إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ماشاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قال قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي ؟ قال بل الرامي " .
............................................................................
...... الشيخ : قيس الخياري .....

تعليقات

التنقل السريع