القائمة الرئيسية

الصفحات

******
هذه العبارة عند المالكية ليست على ظاهرها لان الواقع يكذبه، فقد انتقد المالكية على خليل مسائل كثيرة جدا. نبه عليها الشيخ الدردير في مختصره الشهير الذي شرحه في كتابه "الشرح الصغير". وكنت قبل سنوات كلفت طالبين من دار الحديث الحسنية لجمع هذه الانتقادات التي انتقدها المالكية على خليل من الشرح الصغير للدردير، ونالا بهذا العمل شهادة التاهيل التي تعادل شهادة الماجستير. فمختصر الدردير مع الشرح الصغير عمل نقدي على مختصر خليل. ومختصر خليل نفسه هو عمل نقدي على مختصر ابن الحاحب الفرعي، ومختصر ابن الحاجب عمل نقدي على عقد الجواهر الثمينة لابن شاس، وعقد الجواهر عمل نقدي على ترتيب المدونة، والمدونة عمل نقدي على الاسدية لاسد بن الفرات.
فمعنى قول المالكية "نحن خليليون.." اي اننا نتبع خليلا في أغلب ما قرر، لان مختصره جمع فيه مابه الفتوى عند المالكية، فهو المعتمد، ولكن هذا لا يعني انه لم يخطئ في كل ما قرر، لكنه بحكم السبق فهو قد حاز الفضل، والشرف، ولذلك سمى الدردير شرحه على خليل ب"الشرح الكبير"، وسمى شرحه على مختصره ب"الشرح الصغير"، وهما في الحجم سواء، والشرح الصغير أضبط وأصح، ولكنه احترم السابق، فنحن امة تنتقد سلفها، وتعترف له بالفضل والسبق، لانه ليس البادي كالمتمم والمنقح والمهذب.
فلا بد اذن من التمرس بالفقه المالكي حتى نفهم عبارات القوم.
وكيف يقلد المالكية خليلا في ضلاله، وهم يجلون تلاميذ مالك، على رأسهم ابن القاسم، وهؤلاء التلاميذ قد خالفوا شيخهم مالكا كثيرا. بل ان الفقه المذهبي كله مبني على النقد والتقويم والتصويب، وهاهم بعض أصحاب ابي حنيفة قد خالفوا ابا حنيفة، بل ان محمد بن الحسن وأبا يوسف خالفا شيخهما في بعض الاصول ايضا، والمزني صاحب الشافعي اختصر الام، وصرح بمخالفة الشافعي في مواضع كثيرة من مختصره. ومع ذلك فمختصر المزني هو أصل المذهب.
........................
د.الناجي لمين ......


تعليقات

التنقل السريع