_______________________

عرفت تونس ايام بورقيبة وبن علي احداث صندوق للزكاة في بعض الولايات يشرف عليه والي الجهة بالتنسيق مع معتمد الشؤون الدينية وتديره هيئة مختارة من الائمة والمسؤولين والمتطوعين . لكن انعدام الثقة في الولاة واستشراء الفساد جعل الناس لا يثقون في هذه الصناديق ويقاطعونها . وبعد الثورة ارادت بعض الجهود تفعيل هذه الصناديق بل وانتخبت هيئات فرعية لها في بعض المناطق لكن المد المدعوم من اهل الحكم وقتها أعطى ألأولوية لاحداث سلسلة من الجمعيات الخيرية وغلّب كفتها فجمعت تحت نشاطها الزكوات وصدقات التطوع واعمال الخير ملتبسا بالدعاية الحزبية لاطراف سياسية كانت مصلحتها وقتها في غض الطرف عن صندوق الزكاة لصالح جمعياتها , وربما حين نافسها في " عمل الخير " اهل احزاب اخرى بجمعيات خيرية " أثرى " تبين للجميع ان الحل الاسلم يكمن في تحييد العمل الخيري عن الالوان الحزبية والسياسية والمذهبية بتبني الدولة ومؤسساتها له ,

وجميع الدول العربية والإسلامية تؤمن دستوريا على الأقل بأن الزكاة فريضة شرعية، ودفعها حق شرعي، إلا أن هناك تفاوتا في درجة الاهتمام الرسمي في التطبيق. وتطبيقاتها للزكاة إما أن يكون وفق مبدأ الإلزام القانوني، أو وفق مبدأ الالتزام الذاتي للمكلفين وكلاهما له سند شرعي وقول فقهي يستند اليه . فمن الدول التي تطبق مبدأ الإلزام القانوني للمكلفين في دفع الزكاة، الإداراة العامة للواجبات الزكوية في الجمهورية اليمنية ، وديوان الزكاة في جمهورية السودان، ومصلحة الزكاة والدخل في المملكة العربية السعودية، أما مؤسسة صندوق الزكاة في المملكة الأردنية الهاشمية تُعد من المؤسسات التي تطبق مبدأ الجمع بين الالتزامين الذاتي والتقنيني . مثلها في ذلك مثل: لجنة قانون الزكاة في المملكة المغربية، ونظام الزكاة الباكستاني، ونظام تدبير الزكاة في ماليزيا، وبيت الزكاة الكويتي في دولة الكويت ، وصندوق الزكاة الليبي في ليبيا قبل الاحتراب ، وصندوق الزكاة في الجزائر، وهيئة الزكاة الفلسطينية في فلسطين، وبيت الزكاة والصدقات المصري في جمهورية مصر العربية، وصندوق الزكاة في لبنان، وصندوق الزكاة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصندوق الزكاة والصدقات في مملكة البحرين، وصندوق الزكاة في سلطنة عمان.وصندوق الزكاة في تونس قبل الثورة .