القائمة الرئيسية

الصفحات




قال تعالى
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ - البقرة 186
صدق الله العظيم

جاء في أسباب نزول الآية :

عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعجزوا عن الدعاء، فإن الله أنزل علي : ادعوني أستجب لكم فقال رجل : يا رسول الله، ربنا يسمع الدعاء، أم كيف ذلك؟ فأنزل الله : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب

وقيل أيضا عن أُبَيّ من طريق سفيان قَالَ - قال المسلمون يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي


في الآية #لطيفة وجب الحديث عنها، وإذا سألك عبادي عني، أي يا محمد إذا سألك عبادي عني، فإني قريب … لم يقل يا محمد قل لهم بل تكفل الله بجوابهم ولم يكلهم إلى رسوله صلى الله عليه وسلم تنبيها على كامل لطفه و دلالة على شدة القرب وسرعة الاستجابة
والقرب هنا ليس قربا مكانيا بل هو استعارة لعلمه تعالى بأفعال العباد وأقوالهم واطلاعه على سائر أحوالهم

قال #الزجاج في #معاني_القرآن_وإعرابه : ومعنى الدعاء لله عز وجل على ثلاثة أضرب: فضربٌ منها توحيده والثناء عليه كقولك يا الله لا إله إلا أنت … وضربٌ ثان هو مسألة الله العفو والرحمة وما يقرب منه كقولك اللهم اغفر لنا ضربٌ ثالث هو مسألته من الدنيا كقولك الله ارزقني مالا…وإنما سمي هذا أجمع دعاء لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله يا الله، ويا رب، ويا حيُّ فكذلك سمي دعاء.

آداب الدعاء كما جاء في #الإحياء عشرة :
الأول أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة كيوم عرفة من السنة. ورمضان من الأشهر ويوم الجمعة من الأسبوع،

الثاني أن يغتنم الأحوال الشريفة. قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله تعالى وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلوات المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها

الثالث أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بحيث يرى بياض إبطيه

الرابع خفض الصوت بين المخافتة والجهر

الخامس أن لا يتكلف السجع في الدعاء فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال متضرع والتكلف لا يناسبه

السادس التضرع والخشوع والرغبة والرهبة

السابع أن يجزم الدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيه

الثامن أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثاً

التاسع أن يفتتح الدعاء بذكر الله عز وجل فلا يبدأ بالسؤال، قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي ﷺ ثم يسأله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي ﷺ فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما

العاشر وهو الأدب الباطن وهو الأصل في الإجابة: التوبة ورد المظالم والإقبال على الله عز وجل بكنه الهمة فذلك هو السبب القريب في الإجابة.

أما قوله تعالى "فليستجيبوا وليؤمنوا"، فقد قدم الله الاستجابة على الإيمان لأن الاستجابة لأمر الله باعث على الإيمان وسبب في زيادته فالإيمان يزيد بالطاعات فكلما زادت الطاعة يرقى الانسان في سلم الايمان الى ان يبلغ درجة الاحسان فاذا وصل الى هذه الدرجة صار من اولياء الله من مستجابي الدعوة
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ) .
قال النووي رحمه الله :"(لَوْ أقسم على الله لأبره) أي لو حلف على وقوع شَيْءٍ أَوْقَعَهُ اللَّهُ إِكْرَامًا لَهُ بِإِجَابَةِ سُؤَالِهِ وَصِيَانَتِهِ مِنَ الْحِنْثِ فِي يَمِينِهِ ، وَهَذَا لِعِظَمِ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقِيلَ مَعْنَى الْقَسَمِ هُنَا الدُّعَاءُ ، وَإِبْرَارُهُ إِجَابَتُهُ "

فإذا قام الإنسان بهذه الأعمال أرشده الله إلى مصالح دينه ودنياه : لعلهم يرشدون

جمع وترتيب : #الشيخ_قيس_حمودة (مدرس في فرع الجمعية بمنوبة)

Image may contain: text

تعليقات

التنقل السريع