القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله الرحمان الرحيم
والصّلاة والسلام على أشرف المرسلين
القرار الأخير للوزير لطفي زيتون

بعد حلقات من الاستجداء على موائد التغريب بداية من رفض التنصيص في الدستور على مرجعية الشريعة الإسلامية في سنّ القوانين، وتعويض ذلك بالتنصيص على حرية الضمير، وصولا إلى إقرار الجندر (النوع الإنساني) وغير ذلك من القوانين المناهضة لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، يجهز الآن الوزير المستقيلة حكومته، لطفي زيتون، على ما تبقّى للشعب التونسي من إمكان الحفاظ على هويته العربية الإسلامية، وذلك في الأسماء الّتي تعبّر عن الانتماء الديني والحضاري والثقافي؛ ضرورة أنّ الأسماء معبّأة بالمفاهيم العقائدية (عبد الله، عبد الرحمان) وبالاعتزاز بالرموز الدينية (محمّد، إبراهيم، أيوب، صالح، أبو بكر، عمر، عثمان، علي، ...، خديجة، فاطمة، عائشة، زينب،...)، وباتصال الشعوب بتاريخها المحلّي (المصري، البربري، الحبشي، الفارسي،...) التي امتزجت بالعرب وقبلت الدخول في الدّين الّذي بشّروهم به.
فقد قام هذا الوزير بإلغاء المنشور عدد 85 لسنة 1965 الّذي يحجّر إسناد الأسماء غير العربية للمواليد، وتسمية المواليد بأسماء مستهجنة أو منافية للأخلاق أو محل التباس. وأصدر منشورا يوم الخميس تحت عدد 13 في 16 جويلية 2020، يلغي فيه كلّ القيود المنصوص عليها في المنشور السابق، وبذلك يكون قد فسح المجال واسعا للأيديولوجيات الطّارئة على هذا الشعب لترسّخ ما عجزت عنه طيلة ستّين سنة ماضية من تاريخ نشأتها بتونس، فيقدّم لها هذا الوزير أكبر هدية ليدمّر به ما تبقّى من عناصر هوية الشعب التونسي، ويُضيف إلى برامج تغريب الأسرة التونسية الّتي ابتدأت منذ ستين سنة برنامجا جديدا، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: "ومن سنّ سنّة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، علما أنّه أصدر منشوره هذا في نفس اليوم الذّي قدّم فيه رئيس حكومته استقالته، وكأنّه يسارع الزمن لينال شرف الطعن في خاصرة هوية الشعب التونسي، قبل أن ينتزع من يده قلم الإمضاء، يحسب أنّه يعمل بحديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "إذا قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها"، لكنّه يعلم أنّه غرس شوكا، ومن يغرس الشوك يحصد الجراح. فأين حقوق الطفل التي استند إليها في منشوره؟ أليس من حق الطفل تجذيره في هويته الوطنية وأن لا يُنشّأ مُنبتّا عن تاريخ آبائه و أجداده. وليس هذا التّصرّف غريبا عن صاحبه، فقد سبق أن بارك مبادرة "السبسي" في المساواة في الميراث، والآن هو يفتخر بأنّه اتخذ آخر قرار في حياته الوزارية ليبتهج فيما بعد ليرى أسماء ـ ماكرون، جورج، بيكاسو، رونالدو، ليونال، وأسماء نجوم الانحراف الأخلاقي الّذين يصدّرهم لنا الغرب، وما تحمله هذه الأسماء من مضامين هابطة ـ قد دخلت في نسيج الأسماء المتداولة، وقسّمت الشعب التونسي عبر تعميق انشطار الهوية.
وأمام هذا، فالمسؤولية ملقاة على  كلّ مواطن مخلص لدينه وقوميته ووطنه ـ من كلّ الاختصاصات القانونية والدينية والثقافية والتربوية والمهنية حتّى ربّات البيوت ـ أن يقوموا بما يمليه عليهم واجبهم الديني والحضاري والثقافي لإلغاء هذا المنشور الذي تفوح منه رائحة الكيد لهوية الشعب التونسي الإسلامية العربية.
اللّهم نشكو إليك قلّة الحيلة في مواجهة هذا الكيد.

الحبيب بن طاهر

الشيخ حبيب بن الطاهر

تعليقات

التنقل السريع