القائمة الرئيسية

الصفحات

هل يقضي المجنون ماعليه من صوم اذا عاد اليه عقله

 


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فإن
العقل شرط في صحة و وجوب الصيام
فلا يصح صيام من مجنون ولايجب عليه حال جنونه
أما المجنون اذا رجع له عقله يقضي ما فاته من الصوم في جنونه ولو جن سنين كثيرة كما قال خليل رحمه الله تعالى ( وبعقل وإن جن ولو سنين كثيرة أو أغمي يوما أو جله أو أقله ولم يسلم أوله فالقضاء لا إن سلم ولو نصفه)
فيجب عليه القضاء بأمر جديد من الشارع ولا ينافي ذالك كون العقل شرط في وجوب الصيام كالصحة
للجنون صور أربع: إحداها جن سنين قليلة بعد أن بلغ عاقلا؛ فعليه القضاء اتفاقا، الثانية جن سنين قليلة وأتى عليه البلوغ مجنونا، الثالثة والرابعة جن سنين كثيرة بلغ عاقلا أم لا، وهذه الثلاثة فيها القضاء على المشهور
=وأما المغمى عليه ففيه سبع حالات ذكرها العلامة الصاوي في حاشيته فقال
حاصله أنه متى أغمي عليه كل اليوم من الفجر للغروب، أو أغمي عليه جله، سواء سلم أوله أم لا، أو أغمي عليه نصفه أو أقله ولم يسلم أوله فيهما؛ فالقضاء في هذه الخمس. فإذا أغمي عليه قبل الفجر ولو بلحظة، واستمر بعدها ولو بلحظة، وجب عليه قضاء ذلك اليوم، فإن أغمي عليه نصف اليوم أو أقله، وسلم أوله فلا قضاء فيهما؛ فالصور سبع يجب القضاء في خمس، وعدمه في اثنتين. وما قيل في الإغماء يقال في الجنون، ومثلهما السكر كان بحلال أو حرام كما استظهره العلامة النفراوي في شرح الرسالة، وتبعه العلامة البناني خلافاً للخرشي و عبد الباقي الزرقاني حيث تبعا الأجهوري في التفرقة بين الحلال والحرام، فجعلا الحرام كالإغماء، والحلال كالنوم
والله تعالى أعلم
محمد لمين المختاري عقباوي
عضو لجنة الفتوى

اللآلئ الزكية في فتاوى السادة المالكية

تعليقات

التنقل السريع