القائمة الرئيسية

الصفحات

دسائس في "المختصر في تفسير القرآن الكريم"

 

منذ أشهر انتشرت فجأة كمية من المصاحف ذات الحجم الصغير وبحاشيته تفسير موجز للقرآن الكريم، يتضمّن معاني منافية للعقيدة الإسلامية في تنزيه الله تعالى عن معاني التّجسيم والتشبيه، من ذلك وهو أخطرها إضافة "السّاق" إلى الله تعالى، تعالى الله عن ذلك، من حيث أجمع العلماء من المحدّثين والفقهاء والأصوليين على تأويل الحديث الوارد بذلك، بأنّ المراد بالسّاق: الشّدّة، ومعنى يكشفها أي يزيلها. ولم يشذّ عن ذلك إلاّ نفر ممّن عرفوا بالتجسيم والوقوف على ظواهر الألفاظ دون ردّها إلى آيات التنزيه القطعية، وقد حمل عليهم ابن الجوزي حملة شديدة وذكر أنّ الإمام أحمد بن حنبل يتبرّأ منهم.

ولا شكّ أنّ أصحاب هذا المختصر هم من هؤلاء، لم تكفهم أن تكون هذه الآراء المنحرفة في بواطن كتبهم، بل قاموا بتقريبها إلى جمهور النّاس، بربطها بالقرآن الكريم، وإنفاق الأموال الطائلة بطبع المصحف بهذه الحاشية، وتوزيعها عالميا، مجانا، وهذه الطبعات بها مقدمة ممضاة من طرف المفتي العام للمملكة العربية السعودية.

هذا المختصر بمجرد ابتداء توزيعه تمّ إعلام السيد وزير الشؤون الدينية، باعتباره الجهة الرسمية التي تعنى بالشأن الديني، وتمّ تسليم نسخة منه للسيد الحبيب الجريجي رئيس الديوان، كما تمّ إعلام السّيد هشام قريسة مدير معهد الحضارة الإسلامية، والسيد عبد اللطيف البوعزيزي رئيس الجامعة الزيتونية، باعتبار أنّ معاهد الجامعة تلقت كمية كبيرة لتوزيعها على الطلبة، وكلّهم أبدوا تجاوبا مبدئيا في متابعة الموضوع، ولكن...؟!.

لكن نرى الآن هذا المختصر يُهدى إلى المساجد والجمعيات القرآنية وإلى طلبة جامعة الزيتونة في هذه الأيام، أيام الامتحانات.

ومن حقّ كلّ من ينتمي إلى مرجعية هذه البلاد عقيدة وفقها أن يتساءل عن مصدر هذه الكتب، كيف دخلت إلى البلاد، هل خضعت إلى المراقبة والترخيص المسبق قبل توريدها، كما ينصّ عليه قانون طباعة المصاحف وتوريدها، من يتحمّل مسؤولية التجاوزات في ذلك قانونا.


والله المستعان

الحبيب بن طاهر




تعليقات

التنقل السريع