القائمة الرئيسية

الصفحات

 

نحن على أبواب ذي الحجة شهر الله الحرام وما فيه من مناسك متعددة :منها صوم  التسع الأول منه ويؤكد صوم التاسع منه لغير الحاج . أما اليوم العاشر فهو يوم النحر لغير المتلبس بالحج يفتتح بصلاة العيد وإثرها يشرع المصلون بذبح أضاحيهم شكرا لله على ما أنعم عليهم من النعم التي لاتحصى ولاتعد.فهل يجوز أن نتخلى عن سنة الأضحية ونوجه ثمنها لإعانة مرضى كورونا للتخلص منها كما ينادي البعض بالتصدق بثمنها ..فهل يجوز ذلك .؟.وهل أغلقت سبل الخير؟  وهل استنفدت الدولة ما عندها من أموال فلم يبق إلا شعيرة الإسلام؟

قال الله تعالى "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " الحج 30   ومعنى"من تقوى القلوب"فقد حلت قلبه بتعظيم شعائر الله .فهي تقوى قلب لاتقوى قالب.

إن شعيرة عيد الأضحى مشرعة من الله تعالى بقوله"لن ينال الله لحومها ولا دماؤهاولكن يناله التقوى منكم"الحج  

ومن السنة النبوية :فعل النبيء صلى الله  عليه وسلم قال أنس  رضي الله عنه"ضحى رسول الله بكبشين أملحين أقرنين ...."

فالأضحية من شعائر الإسلام تذكر المسلم  بفدية أسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام لما فداه الله تعالى بكبش من الجنة .ولما ختم الله الرسل بالنبيء محمد صلى الله عليه  وسلم.أمره الله تعالى بالأضحية في السنة الثانية من الهجرة فأصبحت  من هديه صلى الله عليه وسلم . ولم يتركها الرسول إلى أن توفاه الله تعالى كما  دأب عليها أصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين.وأنها لم تلغ في فترة من تاريخ الأمة الإسلامية .. فلا يجوز اسقاط شعيرة الأضحية ولا إبطالها ولا التخلي عنها بدعوى خطر كورونا فلا علاقة بين هذه وبيع الأضحية وشرائها وذبحها كما يدعي البعض مادام البائع والمضحي ملتزما بالشروط الوقائية من هذا الوباء عفا الله الجميع.

فالذين يدعون إلى ترك شعيرة العيد فليدعوا إلى إيقاف نشاط المسالخ في كل البلاد ومنع الجزارين وباعة الدجاج ان يمسكوا عن ذلك ما دمنا نخشى تفشي كورونا ..ومن المؤسف أن نرى في بلادنا من يفتي دون علم ثم يطعن في احكام الدين مع جهله بأحكام الإسلام ومقاصدها . ألا يكفي بعد غلق المساجد ينادون بإلغاء شعيرة الأضحية .فهل استنفدت الدولة كل ما لديها من أموال لأعانة الناس أوما لديها من شركات أو ما لدى المنظمات من صناديق اجتماعية تساعد بها الناس .اوتأخذ مما ينفق على الإعلام من برامج  تافهة كالغناء فتوجهه نحو القضاء على الفقر وكورونا .أولم يبق إلا ثمن الأضحية نتطاول عليه.اللهم لاتؤاخذنا بأفعالنا وأقوالنا أنك عزيز حكيم       ..والله أعلم

الشيخ عبد الله المولهي


تعليقات

التنقل السريع