القائمة الرئيسية

الصفحات

استغاثة وتوسل بعشر ذي الحجة

بَدَأتُ بِبِسمِ اللهِ والفَجرِ والنَّحرِ

                     وعَشرِ لَيَالِيٍ واللَّيلِ إِذَا يَسرِ

وبِالمَوقِفِ المَعرُوفِ فِي يَومِ تَاسِعٍ

                    وبِلَيلَةِ الرُّؤيَةِ والشَّفعِ والوَترِ

وبِلَيلَةِ جَمعٍ ثُمَّ اللَّيلَةِ الَّتِي

               أَتَت قَبلَهَا أَدعُوكَ يَا كَاشِفَ الضُّرِّ

بِمَا فِي لَيَالِي العَشرِ مِمَّا تُفِيضُهُ

                 عَلَى أَولِيَاءِ اللهِ فِي ذَلِكَ السِّترِ

بِسِرِّ إِحاَطَاتِ العُلُومِ بِأَسرِهَا

              بِمَا فِي زَوَايَا الكَونِ يَنزِلُ مِن أَمرِ

بِحُرمَةِ أَهلِ الحُبِّ إِن جَنَّ لَيلُهُم

             ومَالُوا إِلَى الخَمَّارِ فِي حَانَةِ الذِّكرِ

فِي سِرِّهِم نَاجَوُا الإِلَهَ تَذَلُّلاً

              وقَد ذَلَّلُوا لِلنَّفسِ فِي حَالَةِ الجَهرِ

بِحُرمَةِ مَن لَبَّى بِحَجٍّ وعُمرَةٍ

           وأَحرَمَ لِلمَولَى ورَمَى حَصَى الجَمرِ

وطَافَ بِبَيتِ اللهِ طَوفَ إِفَاضَةٍ

           وبَينَ الصَّفَا يَسعَى وأَميَالِهَا الخُضرِ

وبَاتَ وفِي وَادِي مِنَى بَلَغَ المُنَى

         وضَحَّى وقَد أَضحَى يُقَصِّرُ مِن شَعرِ

بِمَن أَنزَلَ الأَسرَارَ فِي الجَمعِ كُلِّهِ

              وقَدَّرَ فِيهَا حَشرَهَا وهيَ لَا تَدرِي

بِمَن يَمَّمُوا أَرضَ الحَبِيبِ مُحَمَّدٍ

         ومِن شَوقِهِم ذَابُوا وغَابُوا عَنِ الصَّبرِ

مِن أَرضِ طَيبَةَ كَحَّلُوا العَينَ مَنظَراً

                رَوَاحِلُهُم تَسرِي وأَدمُعُهُم تَجرِي

رَأَوا رَوضَةَ الهَادِي وقَد فَازُوا بِالرِّضَى

               فَيَا لَيتَنِي فِي حِزبِهِم مُدَّةَ الدَّهرِ

ومَن مَرَّغُوا الخَدَّينِ فِي تُربِ طَيبَةٍ

         وسَارُوا إِلَى وَادِي قُبَا والرُّبَى الخُضرِ

بِأَهلِ البَقِيعِ الكُلِّ ثُمَّ بِمَن ثَوَى

    فِي أَرضِ طَيبَةَ مِن أُولِي الفَضلِ والفَخرِ

بِفَضلِ مُحِبِّينَ الإِلَهِ جَمِيعِهِم

            بِأَهلِ السَّمَا والأَرضِ والجَوِّ والبَحرِ

بِمَن كَشَفُوا ذَاتَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

             وهَامُوا بِهِ شَوقاً وذَوقاً وفِي السِّرِّ

بِصِدقِ اصطِلَامَاتِ الَّذِينَ تَغَيَّبُوا

          وفِي كُنهِ ذَاتِ الحِبِّ ذَابُوا كَمَا القَطرِ

بِمَن غُيِّبُوا عَن ذِي الوُجُودَاتِ كُلِّهَا

            ولَم يَعلَمُوا غَيرَ الحَبِيبِ مَدَى العُمرِ

بِصِدقِ خُشُوعِ الخَاشِعِينَ مِنَ التُّقَى

           وفِي قُربِهِم حَالَ السُّجُودِ مِنَ الشُّكرِ

بِذَوقِ وُلُوهِ الوَالِهِينَ ومَن سُقُوا

          شَرَابَ كُؤُوسِ الذِّكرِ غَابُوا عَنِ السُّكرِ

بِزَمجَرَةِ الأَشوَاقِ حَالَ انسِكَابِهَا

       عَلَى رَأسِ قَلبِ الصَّبِّ تَزهُو عَلَى البَحرِ

بِحَقِّ انكِسَارِ القُلُوبِ وافتِقَارِهَا

                     لِبَارِئِهَا أَدعُوكَ يَا جَابِرَ الكَسرِ

بِنُورِ دُعَاءِ الصَّالِحِينَ بَمَا دَعَوا

                بِمَكنُونِ اِسمِ الذَّاتِ بِالسِّرِّ بِالذِّكرِ

بِكُلِّ كَلَامٍ مِنكَ أَرجُوكَ خَالِقِي

            تَقَبَّل دُعَائِي سَيِّدِي واقضِ لِي أَمرِي

أَكُونُ جَلِيساً عِندَ طَهَ عَلَى المَدَى

                بِدُنيَا وأُخرَى والجِنَانِ وفِي القَبرِ

وضَاعِف مَحَبَّاتِي بِهِ يَا إِلَهَنَا

                مُضَاعَفَةً تَخلُو عَنِ الكَمِّ والحَصرِ

وعَشِّق بِهِ لُبِّي وقَلبِي وسَائِرِي

                     ودَاوِ بِهِ دَائِيَ واجلُ بِهِ سِرِّي

بِأَحمَدَ نَوِّر ظَاهِرِي وسَرَائِرِي

                  فَإِنِّي لَهُ عَبدٌ عَلَى خِدمَةِ الشِّعرِ

حَسَنٌ يَصُوغُ المَدحَ فِي حُبِّ أَحمَدٍ

             وإِن هُوَ عَن قَصدِ المَقَامِ لَفِي قَصرِ

فَاغفِر لَهُ ولِوَالِدَيهِ كَرَامَةً

                 ولِلزَّوجِ والأَتبَاعِ والنَّسلِ والبُذرِ

وصَلِّ وسَلِّم كُلَّ آَنٍ ولَمحَةٍ

          عَلَى المُصطَفَى والآَلِ دَوماً بِلَا حَصرِ

 

من نظم العارف بالله الشيخ حسن حساني

العرياني الحلبي الرفاعي الحسيني رحمه الله

 

جمعة مباركة


تعليقات

التنقل السريع