القائمة الرئيسية

الصفحات

لم يخرج التعليم الزيتوني التكفيريين و الإرهابيين

 لم يخرج التعليم الزيتوني في عهده الزاهر التكفيريين والارهابيين.


 فرق كبير بين خريجي التعليم الزيتوني وخريجي المدارس الدينية الاخرى.


كانت لجامع الزيتونة ايام كان جامعة بحق في اغلب مدن البلاد و حتى في القطر الجزائري في  قسنطينة وعنابة فروعا( ثانوية )هي روافد يتدرج فيها التلميذ الزيتوني  ليحصل على شهادة الاهلية  ثم  شهادة التحصيل ليلتحق على اثر ذلك بالجامع الاعظم باحد اقسامه الثلاثة الشريعة والاداب واللغة العربية و القراءات ليتخرج من احداها حاملا لشهادة العالمية وليتقدم الى مناظرات التدريس والقضاء.

 *كان عدد طلبة الجامع الاعظم وفروعه كبيرا ( بالا لاف) عند اتخاذ قرار توحيد التعليم( الغاء التعليم الزيتوني ) وجعله مجرد كلية جامعية للشريعة واصول الدين ضمن كليات الجامعة التونسية. كلية معلقة في الفضاء هكذا بدون فروع تهيء للتعليم العالي الزيتوني. مجرد كلية مسائية لم يكن يؤمها الا اقل القليل من الطلبة من حملة التحصيل ليرتقوا الى خطة استاذ في التعليم الثانوي.

*كان عددطلبة الجامع الاعظم ما يزيد على17 الف  تلميذ وطالب كانواهم من ارتكزت عليهم اغلب دواليب الدولة بعد الاستقلال في التعليم والعدلية والداخلية بمختلف اسلاكها  وغرهما من الوزارات قاموا بهذه المهمة على احسن الوجوه واتمها بكفاءة عالية وانضباط وروح وطنية صادقة.


 *تلك حقبة من تاريخنا الحديث ينبغي الوقوف عندها وتسجيل سجايا الزيتونة والزيتونيين الذين لم نسمع في يوم من الايام ان احدا منهم انخرط في حركات وتنظيمات التحزب الديني والارهاب والتذيل لاي طرف خارجي حتى ولو كان هذا الطرف مسلما وما ذلك الا لان البناء المعرفي والعلمي كان سليما متينا يرسخ فيمن يتلقونه قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايبش ونبذ التعصب والتطرف و الارهاب والفتنة والتكفير ويرسخ  التلازم بين التعلق بالوطن( تونس) والتمسك بالاسلام دين الرحمة والاخوة.


 *رسخت الزيتونة الى اخريات ايام قيامها برسالتها العلمية  اسس  الدين المستندة على عقيدة سنية اشعرية ومذهب مالكي  وطريقة الجنيد السالك في السلوك والتزكيةالروحية.  

 *تلقى طلبة الجامع الاعظم وفروعه المنتشرة في كل مدن البلاد من الشمال الى الجنوب العلوم الشرعية على ايدي مشائخ بررة من ذوي القدم الراسخ في العلوم الشرعية( وسائل ومقاصد) كانوا بحق نجوما في سماء تونس يذهب بها كل ظلام واشد انواع الظلام الجهل بالدين الذي هو مصدر التعصب والتزمت والتطرف والارهاب.

 *طلبة جامع الزيتونة لم يكونوا في يوم من الايام مثل سواهم من طلبة بعض المدارس والمعاهد والدورات  الشرعية والجامعات الاسلامية المستحدثة  التي خرجت من نرى ونسمع اراءهم الغريبة  التي تقدم للاسلام اشنع صورة .دين عنف وفتنة وقتل  وهو براء من ذلك.

* طلبة جامع الزيتونة وفروعه شيء ثان مخالف لذلك تماما علم متين وفهم قويم لمبادئ الدين وتمثل له في الاقوال والافعال مما جعلهم بحق صمام امان للمجتمع  وانصهار كامل فيه.

 *هذا هو الفرق بين طلبة الجامع الاعظم وفروعه وغيرهم من خريجي المدارس الدينية التي اذا لم تبن وتشيد على اساس قويم بعيدا عن الادلجة والتعبئة والتحريض فانها توشك ان تخرج اجيالا  لاتختلف عن خريجي المدارس الدينية  من امثال القاعدة والدواعش وطالبان ومشتقاتها.

 *التعليم الزيتوني الحق وليس المخترق هو صمام الامان الذي يخرج الامام والواعظ والاستاذ الذي يؤتمن على الهوية الدينية الزيتونية الاصيلة التي عرفتها تونس وما جاورها من الاقطار. البعيدين كل البعد عن التعصب والتطرف والارهاب والدعوة الى التشرذم الطائفي المقيت الذيوقى الله منه بلادنا بفضل الزيتونة وعلمها وعلمائها.

  *ذلك هو ما تجتهد فيه قلة قليلة  صابرة مصابرة من خلال مبادرات تذكر فتشكرمنها اعادة طباعة واخراج الكتب التي كانت تدرس في مختلف مراحل التعليم الزيتوني تعميما للافادة  بهافي انتظار -وليس ذلك على الله بعزيز -ان تصبح هذه المناهج( المطورة اذا لزم الامر) هي المناهج الذي تلزم بها كل المدارس الدينية والدورات العلمية وذلك لضمان تواصل التجانس الديني لشعبنا وهو تجانس توشك ان تجتاحه تيارات وملل ونحل ومذاهب اقل ما يقال فيها انها اتية الينا من خارج الحدود  دخيلة علينا ولو كانت ذات صبغة دينية.

 فاسلام الزيتونة  وعلمهاالحق  قلبا وقالبا وليس اسما بدون مسمى هو الذي رضيه شعبنا وهو اسلام العلم  الصحيح المحقق المدقق الذي جرب فصح وهو  الذي رضيه شعبنا ولا يبقبل بسواه بديلا. ولله الامر من قبل ومن بعد .

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

زيتونتنا المدرسة المحمدية


تعليقات

التنقل السريع