القائمة الرئيسية

الصفحات

سلطان العارفين سيدي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه

عبد الحليم محمود

 

سلطان العارفين سيدي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه

نسبه :
الشريف النسيب والقطب الشهير إمام أئمة الطريقة الشاذلية سيدنا ومولانا أبو محمد عبد السلام بن مشيش بالميم وقيل بالباء ينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا الحسن السبط إلى سيد الوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولادته :
ولد سيدي عبد السلام قدس الله سره في القرية التي كان يسكنها والده وهي قرية الحصين إحدى قرى مدن المغرب. ونشأ رضي الله عنه بين قبيلة أجداده وهي قبيلة بني عروس وهي من القبائل الجبلية القريبة من ساحل المحيط في المغرب. أما تاريخ ولادته فغير معروف على التحقيق لكن يذكر بعض المؤرخين من الشرفاء العلويين أنه ولد سنة 559 أو 563.
لم يذكر التاريخ لسيدي عبد السلام قدس الله سره تلميذا أو مريدا سوى سيدي أبو الحسن قدس الله سره حتى أن جميع ما روي عن سيدي عبد السلام قدس الله سره كان عن طريق سيدي أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره.حتى أن أحد المؤرخين يقول: (الشاذلي درة في جملة عقود نحره) (لما أخفاه الله في عالم الشهود جعل تلميذه في عالم الظهور العياني فكان التعريف بالتلميذ شرحا لخاصية الأستاذ في الحقيقة).
من وصاياه لسيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهما:
الزم الطهارة من الشكوك كلما أحدثت تطهرت ومن دنس الدنيا كلما ملت إلى شهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى.
عليك بمحبة الله على التوقير والنزاهة.
يا أبا الحسن لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله.
يا أبا الحسن اهرب من خير الناس أكثر من مما تهرب من شرهم فان خيرهم يصيبك في قلبك وشرهم يصيبك في بدنك.
كان من دعائه رضي الله عنه ( اللهم من سبق له الشقاء منك فلا يصل إلينا ومن وصل إلي أكون له شفيعا يوم القيامة، اللهم لا تبعث إلينا من حكمت بشقائه).
قال سيدي أبو الحسن قدس الله سره سألني أستاذي أي سيدي عبد السلام رضي الله عنه بماذا تلقى الله تعالى فقلت بفقري فقال والله لئن لقيت الله بفقرك لتلقينه بالصنم الأعظم. قال سيدي ابن عجيبة إنما يلقى الله به لا بشيء سواه.
قال له رجل يا سيدي وظف علي وظائف وأورادا أعمل بها فقال له: أرسول أنا، الفرائض مشهورة والمحرمات معلومة فكن للفرائض حافظا وللمعاصي رافضا واحفظ قلبك من حب الدنيا وحب النساء وحب الجاه.
قال سيدي أبو الحسن رضي الله عنه أنه حين أقام عنده رأى له خوارق عادات وكرامات، ومن أعظمها رسمه لحياة سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه من الذهاب إلى تونس وغضب السلطان عليه إلى الذهاب مدينة تسمى شاذلة واخبره أنه سيكنى بها ويسمى الشاذلي ثم الذهاب إلى مصر ووراثة القطبانة بها.
سنده في الطريقة
أبي عبد الله عبد السلام بن مشيش الشريف الإدريسي الحسني قدس الله سره، أخذ الإذن والإجازة والخلافة عن العارف بالله تعالى سيّديأبي زيد عبد الرحمان المدني الحسني العطّار الملقّب بالزّيّات قدس الله سره لسكناه بحارة الزّيّاتين بالمدينة المنورة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهو عن العارف بالله تعالى سيّدي القطب تقيّ الدين الفُقير الصوفي بالتّصغير فيهما سمّى نفسه بذلك تواضعاً رضي الله تعالى عنه وهو بأرض العراق ، وهو عن العارف بالله تعالى إمام أهل الطريقة والحقيقة سيّدي فخر الدين من الأقطاب المتصرّفين قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى القطب الرّباني سيّدي نور الدين أبي الحسن علي العارف الجامع لأسرار الحقيقة ودقائق الطريقة قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى قطب الوجود سيدي محمد تاج الدين الدّالّ على الله بالله قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى القطب سيّدي محمد شمس الدين بأرض التّرك إمام عارفي زمانه قدس الله سره ، وهو عن العارف بالله تعالى القطب سيّدي زين الدين القزوينيّ قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى قطب الأولياء سيّدي الشيخ أبي إسحاق إبراهيم البصريّ قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى القطب سيّدي أبي القاسم أحمد المروانيّ من أهل التّمكين والرّسوخ في اليقين قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى المحقّق سيدي أبي محمد سعيد المدفون بمصر قدس الله سره ، وهو عن العارف بالله تعالى القطب الوارث سيّدي سعد قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى سيّدي الشيخ أبي محمد فتح السّعود قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى القطب سيّدي سعيد الغزواني قدس الله سره، وهو عن العارف بالله تعالى القطب سيّدي أبي محمد جابر بن عبد الله وارث القطبانية الكبرى رضي الله تعالى عنه ,عن أوّل أقطاب هذه الأمّة وسيّد شباب أهل الجنّة سبط الرسول وابن سيّدتنا فاطمة البتول، سيّدنا الحسن بن علىّ أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنهما ـ وهو عن والده عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي عنه، وهو عن سيّد الوجود سيّدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام، وهو عن سيّدنا جبريل عليه السلام وهو عن ربّ العزّة جلّ جلاله وعزّ كماله
استشهاده رحمه الله :
لقد استمر سيدي عبد السلام قدس الله سره على حاله في العبادة والخلوة مع الله والاختفاء عن أعين الناس حتى كانت ثورة ابن أبي الطواجن على دولة الموحدين آنذاك وادعائه النبوة وأتى بحيل وألاعيب مدبرة محكمة ليظهر بها وكأنه صاحب معجزات وخيل إلى بعض السذج أن سحره حقيقة. لقد حمل سيدي ابن مشيش رضي الله عنه على ابن أبي الطواجن وعلى أتباعه بالمنطق وبالأدلة الدينية حملات شعواء حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله ليتخلصوا من حملاته، لقد أرادوه على السكوت فلم يسكت لا مع الترغيب ولا مع الترهيب واستمر في جهاده حتى انتهت به الحياة شهيدا سنة 623 تقريبا، قال ابن خلدون ( قتله في جبل العلم قوم بعثهم لقتله ابن أبي الطواجن الكتامي الساحر المدعي النبوة ) فكان شهيد الذود عن الإسلام وعن شريعة الله تعالى.
وقد دفن سيدي عبد السلام قدس الله سره هناك بالقرب من قرية مجمولة بقرب داره التي يسكنها في قمة الجبل المسمى بالعلم أما موقع الضريح فعلى بعد ميل من خميس عروس إلى جهة القبلة.
الفاتحة على روحه الطاهرة

تعليقات

التنقل السريع