القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الشيخ مصطفى الغربي

سيدي مصطفى الغربي أستاذ وإمام جامع السعيدية وكان كل ليلة جمعة يلقي درسا بجامع الدندان رجل طيب ذو أخلاق عالية درس جل أبناء

المنطقة جيل مواليد الخمسينات الستينات الجميع يكن له المحبة والاحترام للتذكير فإنه في صباه تعلم حفظ القرآن في كتاب سيدي محمد التواتي وكان يناديه سيدي وفي حضوره يدعوه ليام المصلين احتراما وتقديرا له رحمه واسكنه فراديس جنانه

**************************************

احب الشيخ مصطفى الغربي الناس واحبوه كبارا وصغارا وذكورا واناثا بكل فئاتهم واجيالهم وكان معهم وبينهم كاحدهم لايترفع ولايتكلف متمثلا اجمل تمثل سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يرحم الصغير ويوقر الكبير ويقف مع من يستوقفه يلاطفه يرد التحية وفي الغالب يكون أول من يبدأ بها

سكن منطقة الدندان ودرس في باردو تخرجت على يديه اجيال عديدة لا تزال تذكره وتثني على خصاله الحميده ولطفه وسماحتة حبب اليهم الاسلام بسيرته مثلما حببه لهم بعلمه وتمثله لقيم الاسلام الداعية الى السماحة والرفق والحكمة منهجه في الدعوة الى الدين منهج التيسير والتبشير لايقنط احدا من رحمة الله الواسعة يابى الفتنة والفرقة والاختلاف

**************

سار رحمه الله على هذا المنهج طيلة حياته مارس الخطابة والتدريس في المساجد والجوامع قام بذلك تطوعا وابتغاء للاجر والثواب

كا**ن الشيخ مصطفى الغربي رحمه الله واجزل مثوبته يوزع وقته بين التدريس في المعهد يؤديه باتقان وجدية واخلاص والقاء الدروس في مساجد وجوامع الدندان وباردو ويشارك بمحاضرات ومسامرات في النوادي والمنتديات خصوصا في المواسم الدينية(رمضان والمولد و وذكريات الهجرة والاسراء والمعراج وغزوة بدر وفتح مكة وغيرها من المناسبات الدينية)

كان كل وقت الشيخ مصطفى الغربي رحمه الله مملوءا يقوم بكل تلك الانشطة تطوعا وحسبة مثله في ذلك مثل صفوة بررة من شيوخ الزيتونة الذين لم يغيروا ولم يبدلوافي كل ارجاء تونس بمختلف مدنها وقراها شمالا وجنوبا ولولا جهودهم الخيرة لما بقيت تونس تنعم الى عهد قريب بذلك التجانس العقدي والمذهبي الذي توارثته اجيالها المتعاقبة على ايدي هؤلاء العلماء الاعلام الذين لم يعرف التعصب والتزمت والتطرف الى منهجهم سبيلا وانى لذلك ان يكون وهم خريجو اقدم جامعة علمية اسلامية'(جامع الزيتونة المعمور كعبة الشمال الافريقي العلمية التي لم يقدر التونسيون قدرها والدور الايجابي الذي قامت به احسن قيام)

كان الشيخ مصطفى الغربي رحمه الله لايكتفي بالارشاد والتوجيه في المعهد والمسجد والنادي بل كان يرشد ويوجه حيث ماكان في الشارع وفي الحي وفي وسائل النقل العامة التي كان يستعملها والاسواق التي يمر بها في طريق ذهابه وعودته الى بيته وكان رحمه الله يمازح ويلاطف الجميع وكثيرا مايمد يده الى جيبه الذي يملاه بالحلوى ليناولها من هو بصدد الحديث معه

و كان حريصا على الاختلاط بالناس لايغيب عن المناسبات افراحا واتراحا قياما بواجب التهنئة والتعزية ويغتنم تلك المناسبات للتوجيه والارشاد والتوعية بحكمة ورافة ورحمة ولين يصلح ذات البين ويحبب الناس في فعل الخير وكان كثيرا ما يصلح بين المتخاصمين ويجنبهم اللجؤالى المحاكم

لما اوكل اليّ اعداد حصة المنبر الديني للتلفزة حرصت على ان افسح المجال لثلة من شيوخ الزيتونة ايمانا مني بكفاءتهم اذكرمنهم الشيخين الحبيب النفطي ومحي الدين قادي حفظهما الله والشيوخ رشيد كاهية و محمد المازوني وعبد العزيز الاخضر والشيخ مصطفى الغربي رحمهم الله وغيرهم ممن لايتسع المجال لذكرهم

وكان الشيخ الغربي اكثرهم مشاركة واكثرهم تاثيرا وقدرة على التبليغ بعربية ميسرة قريبة من الدارجة وكانت تدخلاته ممزوجة بامثلة من واقع الحياة المعيشةمما يعطيها ميزة خاصة هي خاصية الشيخ مصطفى الغربي رحمه الله وكان يعد موضوعه في مذكرة تماما مثلما يفعل في دروسه بالمعهد وخطبه الجمعية ومواعظه في المساجد لقد كان رحمه يحترم نفسه ويحترم مخاطبيه يزين كل ذلك خلق رضي جبل عليه ولاقى عليه وجه ربه راضيا مرضيا رحمه الله واجزل مثوبته.

تعليقات

التنقل السريع