هو الشّيخ الزيتوني التونسي المنعم المبرور مصطفى كمال التارزي.
ولد الشّيخ التارزي في عائلة من
أصول تركيّة بمدينة تونس سنة 1921م، وتخرّج من جامع الزيتونة المعمور في العلوم
الشّرعيّة في اختصاص المذهب الحنفي.
كان رحمه الله أوّل من أشرف
على دار الشعائر الدّينيّة بالوزارة الأولى منذ تأسيسها، وعلى مجلّة الهداية الّتي
صدر منها أوّل عدد في رمضان سنة 1395ه الموافق لأكتوبر عام 1973م، وقد أحاط به
برّد الله ثراه، في مشروعه الكبير جماعة من العلماء والأدباء والكتاب والفقهاء
نخصّ بالذكر منهم: الشّيخ محمّد الطّاهر ابن عاشور، والشّيخ عليّ ابن الخوجة،
والشّيخ البشير النيفر، والشّيخ الهادي بالقاضي، والشّيخ المختار السلاّمي،
والشّيخ مصطفى المؤدّب، وغيرهم من العلماء الأفاضل.
واستمرّ الأستاذ كمال التارزي
يشرف على المجلّة ويحرّر فصولها ويدبّر شؤونها حتّى احتجبت عن الظهور لأسباب
ظرفيّة وقتيّة بعد خروج العددين 3و4 من السنة 13 في جمادى الأولى ورجب 1406ه
الموافق جانفي ومارس 1986م. ثمّ أعادها وأصدرها من جديد المجلس الإسلامي الأعلى في
ذي القعدة وذي الحجّة سنة 1408ه الموافق لجوان وجويلية 1988م.
شارك في حركة التحرير ضدّ
المستعمر وتأثّر بخاله الزّعيم محمود الماطري وبشيخه محمّد الفاضل بن عاشور.
درّس بعدد من المعاهد
الثّانويّة وكذلك بالكليّة الزيتونية للشّريعة وأصول الدّين مدّة من الزمن، والتحق
بخطّة الإرشاد والتوجيه في مادة التربية الإسّلاميّة، وتولّى عدّة مسؤوليّات سامية.
كان للشّيخ إشعاع عالمي فقد
انتخب في ماي 1976م في مؤتمر نواكشوط بموريتانيا عضواً في اللّجنة التنفيذيّة
لمجلس التنسيق الإسلامي الإفريقي، وانتخب عضواً بالمجلس الإسلامي الأعلى للجامعة
الإسلاميّة بالمدينة المنوّرة سنة 1979م، وأميناً عامّا للرابطة العالميّة
الإسلاميّة للقرّاء والمجوّدين عند تأسيسها سنة 1980م، كما تولى الشيخ التارزي
إمامة الجامع الأحمدي بالمرسى.
شارك في عديد الملتقيات
العلميّة في جاكرتا، وفيينا، وبروكسال، وإسطنبول، والجزائر، ودبي، والدوحة
والكويت، ومكّة، والمدينة وطشقند، وسمرقند.
أضاف للمكتبة الإسلاميّة
العديد من المؤلّفات نذكر منها:
أضواء على السنّة؛ والمصلحة
والتجديد في الفكر الاسلامي؛ والوحي وختم رسالة الإسلام؛ وعوامل النهضة في الإسلام
وآفاق المستقبل؛ ودراسات في التشريع والحياة الإسلامية.
توفّي الشّيخ مصطفى كمال
التارزي رحمه الله سنة 2000م بضاحية المرسى. رحم الله الشّيخ الزيتوني مصطفى كمال
التارزي رحمته الواسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.
تعليقات
إرسال تعليق