القائمة الرئيسية

الصفحات

*** سربا ...عجبا ...سورة الكهف ***
_________________________

قال تعالى في سورة الكهف :" (فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا)
وقال أيضا :" (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا)
هذا تكرار مقطعي مفصول أفقي لأنه في نفس القصة ونفس السورة . والمقطع المستعاد هو " اتخذ سبيله في البحر " ... منسوبا الى الحوت علامة اللقاء بين سيدنا الخضر وسيدنا موسى عليه السلام ليتعلم منه .
والمختلف القبْلي هو أداة الربط والاستئناف : الفاء أوالواو .
والمختلف البعدي هو الحال المنصوب : سربا أو عجبا .
والمختلف النصي هو نسبة القول الثاني لشخصية قصصية هو الغلام رفيق الرحلة .

وفي الائتلاف والاختلاف اسرار ومقاصد تؤسس لأضلاع في القصة والبيان أحدها التبئير .
والتبئير : توظيف الاضواء المسلطة على جانب قصصي دون غيره من مسارح احداث القصة .

سربا حال عن الحوت علامة اعجازية في طريق الحكمة العارفة .
وعجبا حال عن الغلام يعتاد سبل الحياة الصارفة .

وسربا مقول قرآني عام لكل قارئ بينما عجبا مقول خاص لسيد نبيّ في سياق اعتذاري عن تقصير اتهامي .
الفاء تسارع للاعجاز الرباني ...
والواو ترابط مبتغى عند تمثله الانساني ...

وسربا +عجبا : تؤسسان لحدث العود على الادراج في رحلة البحث عن العلم والحكمة .
ويؤسس المجموع للعلامة الاعجازية بين تصديق العارفين وتشكك العوام .
وفي سلوك العوام ما يتهم النفس ويتكتم عن الحق اذا اغرب واذا انفرد .لكنه يستسلم اذا لم يجد دون الاعتراف به محيصا .

فسربا وعجبا انارة لبعد نفسي
وآخر معرفي
وآخر إيماني إعجازي
ولا يخلو ايضا من بعد اعتباري
عن درس من حياة نبي في طريق الحق اليقيني ...

*** سربا ...وعجبا ...
سربا تبئير على الحوت وانبعاثه ...
عجبا تبئير على الغلام وارتباثه ...
وبينهما اضاءات على ثلاثة شخوص مصطفين :
* المصطفى بالحكمة
* المصطفى بالعصمة
* المصطفى بالخدمة

فسيدنا الخضر اُصطفي بعلم لدني ...
وسيدنا موسى اُصطفي بالنبوة ...
والغلام اصطفاه سيدنا موسى لخدمته ...

سربا علامة اتصال بين العصمة والحكمة قائمة على السياحة وانتظار اشارة الوصول وبشارة القبول ...
عجبا علامة انفصال بين الخدمة والعصمة
أي بين عالم السوانح وعالم القوادح
فبسبب سجون المعتاد ومألوف العباد والبلاد ...
تكاد تضيع النبوات وتستهلك الرسالات !!

سربا وعجبا درس في ان الحكمة طريقها لا يسلكه سجين الفكرة
ومعتاد النظرة
ومحدود الخطرة ...
فأسير عاداته لا يصل ...
وابداعات الخارق ...
علامات في الطريق الى الله الخالق !!

........ سامي بالحاج علي ..........
.... " أنا لا أفسر...لكني أتدبر "....

تعليقات

التنقل السريع