القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا إلى يوم الدين.
(الثمرات النحوية على مقدمة الأجرومية)
نزولا عند رغبة كثير من الطلبة الذين التمسوا منا وضع تعليقات على متن الأجرومية في النحو والذين كانت لهم رغبة ومازالت أن يدرسوا علي بعض المتون التي حباني الله بدراستها على مشايخ فضلاء كماحباني سبحانه بملكة تبسيطهالطالبها وتقريبها له.ولكن حال بيني وبينهم ضروف الحياة المعاكسة،فرياح الحياة كثيرا ما تجري بما لاتشتهي سفن الآمال وشراعات العزائم .فأسال الله سبحانه الرضى بقضائه وتسليم الأمر إليه.فإنما الأمور رهن إرادته وطوع أمره.وغرضي من هذه التعليقات إلتماس دعوات كل من يستفيد منها من طلبة العلم.والله من وراء القصد إنه نعم المولى ونعم النصير. وقد سميت هذه التعليقات:الثمرات النحوية على مقدمة الأجرومية.
-وهذا أوان الشروع فيها طالبا من الله سبحانه السداد والتوفيق لأوفق تحقيق وأسهل طريق.

﴿ مدخل ﴾:
- إن فهم الوحي كتابا وسنة متوقف على تعلم اللغة العربية لأنه نزل على نبي عربي بلسان عربي مبين.وتعلم اللغة العربية يتوقف على تعلم أربعة علوم أساسية.وهي: علم مفردات اللغة،وعلم الصرف وعلم النحو وعلم البلاغة.ولايتم لأحد التمكن من اللغة العربية حتى يربط بين هذه العلوم بحيث تصير عنده بمثابة العلم الواحد.
- لأن علم المفردات يعطيك المادة التي تكون منها جملا مفيدة للتعبير عما يدور بخلدك وتريد إظهاره لغيرك.وعلم الصرف يضبط لك هذه المفردات عندما تتصرف فيها فمثلا عندما تريد أن تعبر عن ظرافة خالد فإن علم المفردات يخبرك أن لفظ خالد اسم رجل، والظرافة بمعنى اللطافة والخلق الحسن.لكنك عندما تريد الإخبار عن خالد بهذا المعنى فإنك تحتاج إلى أن تتصرف في هذين اللفظين بأن تقول مثلا خالد ظريف. فحولت كلمة الظرافة إلى ظريف ولم تحولها مثلا إلى مظروف أو ظرف.ورفعت كلا من لفظي خالد وظريف ولم تنصبهما أو تخفظهما.وعبرت عن ذلك المعنى بجملة اسمية ولم تعبر عنه بجملة فعلية.وجئت بها غير مؤكدة وكان بإمكانك أن تؤكدها فتقول: إن خالدا ظريف،أو لقد ظرف خالد مثلا.فهذه الأمور إنما تعرفها بالصرف والنحو والبلاغة.
-فعلم المفردات يطلعك على كلمات اللغة العربية ومعانيها.وعلم الصرف محط اهتمامه أن يعرفك على كيفية تحويل الكلمة من صيغتها في المعاجم إلى صيغ مختلفة بحسب المعنى الذي تريده.وعلم النحو يركز على ضبط أواخر تلك الكلمات أثناء تركيبها مع بعضها البعض،وعلم البلاغة يجعلك تراعي حال المخاطب فتصيغ كلامك بما يناسبه، من حيث المقدار ومن حيث الوضوح والبيان. وبهذا ندرك ضرورة ربط هذه العلوم مع بعضها البعض.
# وهذا المتن الذي بين أيدينا هو بمثابة المدخل لعلم النحو،ولذلك ركز فيه المؤلف-رحمه الله-على القواعد الأساسية لهذا العلم حتى يأخذ المبتدئ نظرة إجمالية وإطلالة كلية على علم النحو، تمكنه بعد ذلك من تفصيل هذه القواعد إن أراد في المطولات.
{} حوصلة متن الأجرومية:
- بدأ ابن آجروم-رحمه الله- بتعريف الكلام عند النحاة،ولما كان الكلام يتركب من الكلمات: ركز من أول هذه المقدمة إلى آخرها على الكلمة.فتكلم عليها من ثلاث جهات:
ا) من حيث هي أي بقطع النظر عن تركيبها في الجملة،وهي بهذا الإعتبار لا تخرج عن أن تكون اسما أو فعلا أوحرفا.فبين علامات الإسم والفعل والحرف.
ب) من حيث مايعرض لآخرها من التغيير وعدمه بعد تركيبها في الجملة فتكلم على الإعراب وكان من المفروض أن يتكلم على البناء،ولكنه لم يتكلم عليه لعدم ظهور الخطإ فيه.
ج)من حيث الموقع الإعرابي لها فذكر أن الكلمة العربية معربة كانت أم مبنية لا تخرج عن أن تكون مرفوعة أو منصوبة أو مخفوضة أو مجزومة.أو في محل رفع أو نصب أو خفض أوجزم.
-هذا مجمل ماجاء في هذه المقدمة.وسيأتي تفصيلها إن شاء الله.

يتبع.كتبه أخوكم الشيخ الصادق البرجي.12/09/2019.

تعليقات

التنقل السريع