القائمة الرئيسية

الصفحات

مسألة التفاضل بين عرفة وعاشوراء أسالت حبرا ومرجعها تعارض بين حديثين : حديث مامن ايام العمل الصالح فيها أحب عند الله من هذه الايام " وهو في عشر ذي الحجة وحديث "افضل الصيام بعد رمضان صوم شهر الله محرم " ...فهذان تفضيلان متعارضان والجمع بينهما يقتضي مسلكا ... واغلب المذاهب وليس الشافعية فقط على ان عرفة افضل بسبب حديث الكفارة فعرفة يكفر سنتين وعاشوراء يكفر سنة . وقيل ايضا في التعليل أن عرفة بين شهرين حرامين وعاشوراء بعده صفر ...

و" قال ابن حجر الشافعي في الفتح: (وظاهر أن صيام عرفة أفضل من صيام عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك كان أفضل.) وقيل صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف تقبلا لا تأصلا ...

والمالكية مع الشافعية والحنابلة وكثير من الاحناف في تفضيل عرفة على عاشوراء لهذه الاسباب ...وخالفوهم هل هو سنة ام مستحب فقالوا بالاستحباب وقال الشافعية بالسنية ... 

وذهبت أقلية في كل المذاهب تقريبا الى عدم التفاضل بينهما. فلكل فضل. وذهبت اقلية اخرى الى تفضيل عاشوراء لتخصيص الحديث بافضلية الصوم بعد رمضان وعموم العمل الصالح في عشر ذي الحجة . ولفرضية صيام عاشوراء قبل فرض رمضان . ولعموم عاشوراء عبر الازمنة والامكنة وعبر تاريخ الامم والنبوات ... 

وقيل : صوم عاشوراء مع تاسوعاء لا استثناء فيه بينما يوم عرفة لا يصومه الحجاج ففيه استثناء ...ويوم عاشوراء كانت تكسى فيه الكعبة وعدل عنه الى كسوتها يوم عرفة فاعتبر هذا دليلا على عمل بالتفضيل المجمع عليه ...ولو اجماعا سكوتيا ...لمن يقول به ...

ناقش المالكية ادلة التفضيل كابن عبدالبر فقال اذا كان يوم عاشوراء موسويا تبناه الاسلام واذا كان يوم عرفة يوما اسلاميا محضا فما اتفقت فيه شريعتان افضل ...لكن ذلك من باب مناقشة اوجه التفضيل لا القطع في التفاضل ... وخالف ابن رشد في كتابه المقدمات .قال الحطاب في المواهب :"

الثَّانِي: قَالَ فِي الْمُقَدِّمَاتِ: أَفْضَلُ الْأَيَّامِ لِلصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَقَدْ كَانَ هُوَ الْفَرْضَ قَبْلَ رَمَضَانَ. قَالَ الْفَاكِهَانِيُّ فِي شَرْحِ الرِّسَالَةِ: انْظُرْ تَفْضِيلَهُ عَاشُورَاءَ عَلَى يَوْمِ عَرَفَةَ، وَقَدْ جَاءَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ عَرَفَةَ تُكَفِّرُ السَّنَةَ الَّتِي قَبِلَهُ وَالَّتِي بَعْدَهُ، وَأَنَّ عَاشُورَاءَ تَكْفُرُ الَّتِي قَبِلَهُ، وَالتَّكْفِيرُ مَنُوطٌ بِالْأَفْضَلِيَّةِ، فَمَنِ ادَّعَى خِلَافَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ الدَّلِيلُ، انْتَهَى.
(قُلْتُ) : فَفِي كَلَامِهِ مَيْلٌ إِلَى تَفْضِيلِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَهُوَ الظَّاهِرُ.
الثَّالِثُ: قَالَ فِي التَّوْضِيحِ: وَإِنَّمَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سُنَّتَيْنِ وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً؛ لِأَنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ يَوْمٌ مُحَمَّدِيٌّ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مُوسَوِيٌّ." ...

وردود علماء المالكية عليه واضحة لاحتمال ان يكون قد قطع بالتفضيل .. وتعليق الحطاب على قول الفاكهاني يدل على أنهما يتفقان مع صاحب التوضيح في تفضيل عرفة على عاشوراء والرد على ابن رشد .



تعليقات

التنقل السريع