القائمة الرئيسية

الصفحات

في قوله تعالى :" فتبسم ضاحكا من قولها " سؤال عن الفرق بين التبسم والضحك في هذا السياق ؟ 

وبعيدا عن اشكال الترادف في اللغة والقرآن يدرس علماء الاعجاز ظاهرة دلالية في القرآن الكريم هي ظاهرة تتالي عبارتين لهما ظاهرا نفس المعنى مثل ضحك وابتسم أو خشي وخاف في سياق واحد ..هذه الظاهرة انطلقت من دراسة القيود الواردة في  الجملة والعلاقات بين مكونات القيد ومكونات العمدة ثم توسعت لتشمل كل ظواهر الترادف والتشابه الدلالي شرط التتابع واتحاد السياق ...من الامثلة على هذا المبحث  الخوف والخشية ، التمام والكمال ،الادبار والتولي، النصب واللغوب  : 
«ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب» ... الآية (الرعد: 21)
«اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا» ... الآية  (المائدة:3)
ٱلَّذِىٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌۭ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌۭ ﴿٣٥﴾فاطر 
تَدْعُوا۟ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ المعارج 
وكان من التفسير :
_ والخشية خوف يشوبه تعظيم عن علم بما يخشى منه،
_ الإتمام لإزالة نقصان الأصل والإكمال لإزالة نقصان العوارض بعد تمام الأصل .
_ النصب يختلف عن اللغوب في ....
_ أدبر يختلف عن تولى في .....
.............
°°°  التقييد الترادفي في القرآن _ 2_  °°°
يرويي صاحب تفسير المنار عن مجاهد انه قال عن واحدة من هذه التقييدات الترادفيه " لو كنت أعلم من يفسرها لي لضربت اليه اكباد الابل " _ م 3 ج 5 ص 4 _ والسبب ان هذه التقييدات منبهة للعقل المنتبه خالقة للحيرة في الدلالة ملفتة لوجوه الاعجاز لا بد أن تحتفر .لا بد للمفسر ان يبحث في  ظاهرة تتالي عبارتين لهما ظاهرا نفس المعنى  في سياق واحد ماذا وراء تتاليهما وأي فوارق بينهما .تحير امامنا مجاهد في قوله تعالى :" والمحصنات من النساء " ( النساء 24) ...جمع المؤنث يدل على انهن نساء فلماذا اضافة من النساء ؟؟من الامثلة أيضا قول الله تعالى في سورة النمل :"فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًۭا مِّن قَوْلِهَا" ...فالتبسم والضحك من قول النمل اي فارق بينهما واي اضافة تتم بهما ؟ ومنها ايضا قوله تعالى في خمسة مواضع من القرآن الكريم :" وَلَا تَعْثَوْا۟ فِى ٱلْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " فأي فرق بين العثوّ والفساد ؟ولماذا الاقتران وتلازم الاقتران ؟؟ومن المقترن ايضا التولي والاعراض في قوله تعالى :"ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًۭا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ" أوقوله بضمير الغائب :"ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌۭ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ " ....قال المفسر : "انتبه الى الجمع بين المادي والروحي في التكوين الانساني حتى في الموقف من الايمان بالله ..ذلك ان  التولي يكون بالجسم والاعراض يكون  بالقلب .." فأقبل على هذه الاسرار القرآنية بعقلك وقلبك وكلّــــك ...فانها رياض وروح وريحان ....
..... سامي ....

تعليقات

التنقل السريع