القائمة الرئيسية

الصفحات

إن من لا يهتم بأمر المسلمين و يسكت و لا يبدي حراكا فليس منهم

فلسطين الحبيبة

قال أحدهم معترضا على من يتحدث و يكتب عن فبسطين و هن انتفاضة أهلها ضدّ الإحتلال الصهيوني لأرضهم، وتحديهم قوّة الحديد و النار بالحجارة عنوان الإبادة و رمز المضاء في العزيمة و الصدق في الفداء : ما للكاتب في شؤون الدين و الخوض في قضية فلسطين؟ ، و أضاف الى ذلك كلاما كثيرا، خلاصته أن الخوض في هذه القضية هو من مهام رجال الصحافة و الإعلام و رجال الحكم و السياسة، و أن قدرها مقدور و حاضرها مسطور و مستقبلها معروف....

ان الدين - والدين عند الله الاسلام - يعنيه أمر الحياة برمتها بكل ما فيها و من فيها. و أمر الانسانية في آمالها و آلامها، في أفراحها و أتراحها، و أمر المسلمين بوجه خاص، يرعاهم بشريعته، و يحوطهم بعنايته و تعاليمه حتى يكونوا أهلا ليرثوا الأرض ممكنين فيها، داعين للخير، حافظين للعدل، ناشرين للفضيلة. فالاسلام اذا هذا شؤنه و أكثر، فكيف لا يعنيه أمر فلسطين مهبط الأنبياء و مثواهم، هدف الإسراء و منطلق المعراج، وفيها المسجد الأقصى الذي قال فيه ربّ العزّة: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " الإسراء : 1. وهي الأرض المقدسة كما وصفت في القرآن :" يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة... " المائدة : 21. 

أيتخلى الاسلام عن القيام بدوره في هذه الأرض، و عن نصرة من ينصره فيها؟ هل يسكت المسلم و أعداء الله يدنسون الأرض المقدسة؟ هل يسكت عما يعاني فيها إخوته  من الوان العسف و القهر؟ إن من لا يهتم بأمر المسلمين و يسكت و لا يبدي حراكا فليس منهم. هل نسكت و نحن لم يبق لنا من أنواع القتال في سبيل الله إلا أضعفه، وهو الجهاد بالقلم و اللسان؟
أجل إن للصحافة و رجالاتها الأثر الفعال في هذا الميدان. و ما أغفلت الصحافة الحرة واجبها و لا تغافلت عن أداء رسالتها. ولكنها مازالت بعيدة عن تحقيق ما يراد منها - ان لم يقل : إنها مقصرة - و إن مقارنة بسيطة بين جدوى الاعلام العربي و الاسلامي و بين الاعلام الصهيوني في الرأي العام العالمي... لَتُثبتُ ما عليه الصحافة عندنا من تخلف أو من تقصير رغم القرارات التي اتخذت للنهوض بها، و لبعث إعلام عربي قوي صادق وواسع حتى ينافس ما هو سائد من إعلام زائف.

وإلى رجال الحكم و السياية مرجع القضية الفلسطينية، وهم المرشحون للخوض في شأنها، وللبحث عن الحلول الملائمة و الناجعة لفضها... فأن هم اليوم من ذلك؟ وماذا فعلوا ليتقدموا بالقضية نحو الحل المنشود؟ فحتى مواقفهم الاحتجاجية قد ضعفت و تناقضت... وكانها تسير نحو الاستسلام للامر الواقع. لقد كانت لهم وقفات ولعلها صولات  من أحداث قد جدت فأظهرت غيرتهم، وحركت فيهم الهمّة و الحميّة، لقد وقفوا صفّا واحدا ضد الاحتلال، واتفقت كلمتهم بعد ذلك على رفض التقسيم، ثمّ ندد جميعهم بعملية احراق المسجد الاقصى، وبذلوا أقصى الجهد ليقفوا حائلا دون تهويد مدينة القدس...فأين هم اليوم؟ وماذا قدموا من عمل لصالح القضية ولحل المشكل وانتشال المعذبين المضطهدين غير دعوة ملحة لعقد ندوة دولية تنظر في مشكل الشرق الاوسط، أو عبارة استياء واستغراب من " الفيتو " الذي تكرر مرتين في أقل من شهر دعما لإسرائيل وتأييد لما تقترف من جرائم في حق العرب. فهلّا اتخذوا مواقف ايجابية اجدى، وهي في متناولهم لو كانوا " يفعلون ".

إن المشكل الفلسطيني يهم المسلمين قاطبة، وهو في حاجة إلى إعلام ديني يبصر المسلمين بواجبهم نحو إخوتهم، وواجبهم نحوالمسجد الأقصى، ويكشف للناس أن الإحتلال الاسرائيلي لفلسطين إنما هو تحد يهودي صليبي للإسلام، واعتداء على اتباعه، وإنه لينذر بشرّ كبير، وبمستقبل غامض لا يعلم إلا الله بخطر عاقبته ومصيره. لا بد من اعلام ديني إسلامي مركز وواسع الانتشار، يواجه التحديات التي تستهدف الاسلام و المسلمين، ويدرأ عنّا أخطار الصهيونية العالمية، وحقد الصليبية التاريخي الدفين. فلطالما سالم الإسلام وأتباعه غيرهم من أهل الكتاب و أهل الذمة، فما كان من هؤلاء إلا نكران الجميل والأذى. وانه لينتظر منا اليوم أن نؤمن، أن نعود بقوة إلى حظيرة الايمان " ولينصرن الله من ينصره.إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور" الحج 41.

عبد العزيز المجدوب

 



تعليقات

التنقل السريع