القائمة الرئيسية

الصفحات

مفارقات حضارية
        نحن أبناء الحضارة التي لقبت أرسطو بالمعلم الأول، وجالينوس بالفاضل، وأفلاطون المعلم الحكيم، وأفلوطين بالشيخ الحكيم، نحن أبناء الحضارة التي فتحت أبوابها لأهل العلم من جميع الأديان كاليهود والمسيحيين أمثال: جبريل بن بختيشوع المسيحي و يوحنا بن ماسويه المسيحي وحنين بن إسحاق اليهودي ومتى بن يونس المسيحي ويحيى بن عدي المسيحي... وغيرهم من العلماء والفلاسفة والمترجمين المختلفين معنا في العقيدة، إلا أننا ومع هذا الاختلاف في العقيدة الذي يؤدي إلى أن كل طرف يرى نفسه هو المؤمن بالدين الحق وأن غيره كافر به، كان الاحترام والتقدير العلمي متبادلاً.

أما الغرب وحضارته فقد قال عنهم البروفيسور فؤاد سزكين مدير معهد دراسات التاريخ والعلوم الإسلامية والعربية بجامعة غوته في فرانكفورت :
(لكني أقول متأسفًا إن العالم الغربي كان ينقل جميع العلوم من المسلمين ويكن لهم العداء والضغينة، وأريد أن أتطرق هنا للحديث عن نقطة مهمة للغاية، ألا وهي أن المسلمين عندما نقلوا العلوم من المراكز الثقافية الأخرى نقلوها بدون أن تحمل صدورهم أية مشاعر عدوانية إزاء أصحاب هذه العلوم؛ فهم لم ينقلوا تلك العلوم من أعدائهم، بل من رعاياهم التابعين لهم والمقيمين على الأراضي التي ألحقوها بدولتهم؛ ولهذا السبب لم يحملوا في قلوبهم أية مشاعر عداوة أو نقص تجاههم لكن الأوربيين حينما أطلقوا حركات نقل العلوم من العالم الإسلامي اعتبارًا من القرن العاشر كانت تسيطر عليهم حالة من العداوة غير الواعية التي يصعب فهمها، فكانوا كأنهم ... بغلّ وحقد، ومما يدل على موقف المسلمين أنكم ترون على سبيل المثال اسم الفيلسوف اليوناني "أرسطو" مذكورًا في كتب العلماء المسلمين بألقاب من قبيل "المعلم الأول" و"الأستاذ الكبير"، وينقلون عنه الاقتباسات وينتقدون أفكاره دون تعقيد أو إهانة، كما أنهم في الوقت نفسه لا يترددون عن نعت الطبيب الإغريقي الشهير "جالينوس" بلقب الفاضل، ولا يترفعون عن ذكر فضيلة أي عالم أو مخترع غربي ، في حين نجد أن الغربيين ينقلون عن المسلمين،وفي الوقت نفسه يظهرون كراهيتهم إياهم وعداوتهم لهم في كتاباتهم؛ فعندما يتحدثون عن ابن سينا مثلاً يستخدمون اسم (Avicenna) ، ولا يتورعون عن إلصاق "الكافر" باسمه على الدوام)." 

ثم بعد ذلك يأتي الآن سفلة ""  العلمانية "" من أذناب تلك الحضارة الغربية الحاقدة ويريدون أن يعلموا دعاة وعلماء المسلمين كيف يقدرون العلم والعلماء؟! 

لقد هزلت!

زمانٌ رأينا فيه كلّ العجائب ... 

وأصبحت الأذناب فوق الذّوائبِ!

........    صهيب حسن الشافعي الأشعري  .......


تعليقات

التنقل السريع