القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله الرحمان الرحيم 


ما بدأ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حرباً قطّ، إذ كان حريصاً ألا يراق دم إنساني فهو نبيّ المرحمة. ولكن إذا كانت لا محالة واقعة كان رجُلها الأول .. فهو نبيّ الملحمة. لقد كان عظيماً في رحمته بالناس، عظيماً في استعداده للحرب، عظيماً في خططه، عظيماً في تحقيق النصر واستثماره.

غزوة بدر وتعرف ببدر القتال وبيوم الفرقان يوم التقى الجمعان وهي المعركة الكبرى و الفتح الكبير الذي فتحه الله على نبيه و على أصحابه و سميت ببدر لوقوعها ببدر.
وبدر هذه قرية سميت بدرا لاسم رجل يقال له بدر بن مخلد بن نضر بن كنانه. ويقال سمية باسم بدر ابن الحارث و يقال انما سميت بدرا باسم بئر كان فيها  وسمي بدر لاستدارته كهيئة البدر أو لان البدر يرى على صفحة مائه من شدة صفائه.
والواقدي حكى تكذيب ذلك عن شيوخ بني غفار. كذبوا ذلك كله وقالوا،هذه مياهنا ومنازلنا التي فيها بدر ولم يملكها قط أحد يسمى بدر ولكنه علم جرى عليها.

وبدر، أجمع الناس على أنها كانت في السنة الثانية من الهجرة، سببها أن رسول الله ﷺ خرج يترقى عير ابي سفيان لما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن ابي ايوب الانصاري. ولم يستنفر رسول الله ﷺ الناس جميعا لانهم انما كانوا خرجوا ابتغاء العير و ماكانوا يظنون انهم يلقون حربا.

ولا ينبغي أن يقول قائل كيف يخرج رسول الله ﷺ و أصحابه ليؤخذوا أموال الناس، فهذه حرب اقتصادية، فان أولائك الناس قد أخذوا أموالهم في مكة و أخذوا دورهم و أخذوا أمتاعهم و أخرجوهم. ماعليهم شيئ الا ثيابهم التي على ظهورهم. لذلك لم يلم رسول الله ﷺ من تخلف عن بدر بل كان لا يطلب ان يخرج معه الا من كان حاضر الظهرلان الامر أزف لعل ان انتظروا الناس ان تاتي برواحلعم لعله يفوتهم ابو سفيان. روى مسلم عن أن أن رسول اللهﷺ ارسل عينا له على عير ابي سفيان فلما رجع و أخبره، قال رسول الله أن لنا طلبه فمن كان حاضر الظهر فليخرج معنا. 
وكان الخارجون ما بين الثلاث مائة و أرع عشرة نفر و الثلاث مائة و التسعة عشرو معهم فرسان وسبعون بعيرا.
فلما علم ابو سفيان رضي الله عنه بالخطر أرسل ضدمضم ابن عمر الغفاري يستصرخ قريشا لتحمي عيرها.

من الارهاصات المتعلقت بغزوة بدرما رواه الحاكم و الطبراني باسانيد مختلفة لايخلوا اسنادها من مقال ولكن باجتماعها يقوي بعضها بعضا، ان عاتك بنت عبد المطلب عمت رسول الله اخت العباس ابن عبد المطلب قبيل بدر رات رؤيا افزعتها فبعثت الى العباس من ليلتها وقالت له اني رايت رؤيا خشي على قومك منها الهلكة فقال ماذا رايت فقالت لا أخبرك حتى تعاهدني الا تذكرها. فانك ان ذكرتها و سمعوها اذونا واسمعونا مالا نحب فعاهدها فقالت له رايت كأن راكبا جاء من أعلى مكة فصاح باعلى صوته يا لا غدر يا لا فجر اخرجوا في ليلتين أو ثلاثة  ثم دخل المسجد على راحلته فصرخ ثلاثة صرخات فمال اليه الناس من الرجال و النساء  و الصبيان و فزعوا له أشد الفزع و أراه على ظهر الكعبة  فوق راحلته فصرخ ثلاث صرخات يالا غدر يالا فجر قالت حتى اسمع ما بين الاخشبين من أهل مكة، ثم عمد الى حجر عظيم فنزعه من أصله ثم رماه على أهل مكة، فأقبل الحجر وله دوي حتى اذا كان عند أصل الجبل ارفض فلم يبقى في مكة بيت ولا دار الا دخلته فلقة من تلك الصخرة. ففزع العباس و خرج فلقي الوليد ابن عتبه وكان خليلا له فاخبره برؤيا عاتكة و أمره بالا يخبر أحدا فذهب الوليد ابن عتبه فحدث بها أباه عتبه، فقام عتبه و حدث بها أخاه شيبه فارتفع حديثه في الناس حتى بلغ ابا جهل فلما اصبح الناس خرج العباس يطوف بالبيت، فلمى انتهى جلس في نفر من قريش فيهم ابو جهل، فقال ابو جهل يا اباالفضل ما رؤيا عاتكه، فقال له لم تر قط شيئا قال بلى واعجبا لكم يا بني هاشم اما انتهيتم من كذب الرجال حتى جؤتمونا بكذب النساء لقد كنا نحن و انتم مفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين فلما تحاذت الركب قلتم منا نبي فلب يبق الا ان تقولوا منا نبية والله لا اعرف في قريش اهل بيت اكذب منكم رجلا ولا اكذب منكم امرأه، لقد زعمت عاتكه ان الراكب قال اخرجوا في ليلتين او ثلاث فلئن مضت تلك الثلاث تبين لقريش كذبكم فكتبنا بذلك سجلا وعلقناه في ظهر الكعبة أنكم أكذب بيت في العرب رجلا و امراة. فلما رجع العباس الى عاتكه أسمعته و آذته لأنه أفشى ما عاهدها عليه فبعد ثلاث ايام وصل ضمضم الذي بعثه ابو سفيان وجعل يصيح "يا أهل غالب انفروا الى عيركم فان محمدا و أصحابه خرجوا اليها فاخرجوا لتمنعوا عيركم و رجالكم" ففزعوا جدا وتذكروا رؤيا عاتكه فقالت هي بعد ذلك تخبرهم انهت صادقة غير كاذبة قالت:       
   ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم بتأويلها فل من القوم هارب.... رأى فأتاكم باليقين الذي أرى        
                  بعينيه ما تفري السيوف القواضب....فقلتم كذبت ولم أكذب وإنما
                               يكذبني بالصدق من هو كاذب

فقالت قريش أيظن محمد و أصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي والله ليعلمن غير ذلك. وأوعبت قريش فلم يبقى من أشرافها أحد الا خرج الا ابا لهب فانه بعث مكانه العاصي ابن هشام ابن المغيرة لدين كان له عليه وخرجوا فكانوا الفا و ثلاث مائة فيهم مائة فارس.

ثم انطلقوا ....

ملف:غزوه بدر.ar.png - ويكيبيديا


تعليقات

التنقل السريع