القائمة الرئيسية

الصفحات


نفطة الكوفة الصغرى :تقع مدينة نفطة في أقصى الجنوب الغربي التونسي وتبعد عن تونس العاصمة مسافة 459 كلم وعن المركز الولاية توزر حوالي 29كلم ويقارب عدد سكانها 30 ألف نسمة وهي ثاني مدن الجريد التونسي ويحدّها على التوالي توزر – حزوة وشط الجريد وتعتبر بوابة الصحراء وتمتاز بواحاتها الغناء وبكساء نباتي متنوع وفلاحة خصبة تجمع بين التقليدي والحداثي وتعكس مآثر الواحة اجتماعيا وبيئيا واقتصاديا. وتطلّ نفطة على الصحراء والسباخ في شموخ واكتشف بغربي المدينة في سبتمبر 2016 موقع أثري يعُود تاريخيا إلى ما بين 80 و100 ألف سنة قبل الميلاد في علاقة بالحقبة «العاترية» وَوُجدت بث بقايا حيوانية كالنعام – وحيد القرن – الأسد والحصان الوحشي وغيرها إضافة لأدوات صوانية وزادت هذه الحفريات في تأكيد المدّ الحضاري والتاريخي لمنطقة نفطة وجهة الجريد وتجمع المراجع على أنّ مدينة نفطة عرفة قديما باسم «قسطيلية» نسبة إلى مؤسّسها قسطل بن مام بن نوح عليه السلام واقترنت تسميتها الحالية سنة 1535 ميلادي وشهدت تعاقبا لعديد الحضارات النافعة لعلّ أثراها العصر الإسلامي الذي أنجبت فيه المدينة أجيالا متلاحقة من العلماء الأجلاء ممن أشعوا بعلمهم في الداخل والخارج مثل أبي إسماعيل القرشاني- عبد الرحمان ابن الصائغ النفطي – أبو عباس الدرجيني – المكي بن عزوز – الخضر بن صالح – أبو علي السني وغيرهم كثر وهذا التنوّع رفع منزلة المدينة لتُعرف بالكُوفة الصغرى واشتهرت نفطة بوفرة المجالس الدينية وانتشار أكثر من 60 مسجدا وجامع وبها عدّة فرق صوفية وكانت الجهة مقصدا لطلبة العلم والمعرفة لوفرة عدد المشائخ والعلماء الأفاضل و»فرخت» المدينة عددا من الهامات في عدّة مجالات وبرز أدباء «نفاطة» أبناء خريف – الميداني بن صالح – السيد التابعي – المنور صمادح – أحمد عامر وغيرهم كثر ممّن أثروا بإبداعاتهم الراقية الساحة الثقافية والعلمية وخلال فترة الإستعمار الفرنسي كانت نفطة جهة ولاّدة لعدد من الزعماء والمناضلين من الأحياء والشهداء الأشدّاء.
وحافظت مدينة نفطة الشهيرة منذ الاستقلال على «ورثة» حركية أنشطتها الثقافة لإبراز مخزونها التراثي المادي واللاّمادي الجامع والسعي لتوظيف وتثمينه في دفع المشهد السياحي وتجديده ليكون موقعا متميزا للسياحة الداخلية والخارجية لتنمية الاقتصاد والوطني لما تحوزه نفطة من شهرة عالمية دعمتها فضائل الإستقلال وطيب المعشر والكرم والألفة الحاضنة التي نشرها الأجداد وحفظها الأحفاد والتي برزت في التظاهرات الكبرى التي احتضنتها الجهة بعبير الاقتدار والوفاء لأرضها وأجيالها وخصوصيتها المتجذرة في عمقها الحضاري والتاريخي


تعليقات

التنقل السريع