القائمة الرئيسية

الصفحات

لا يكاد ينتظم أمر الاجتماع كمال انتظامه، ولا ترى الأمّة عقدها مأمونا من انفصامه، ما لم تكُن مكارم الأخلاق غالبة على جمهورها، وسائدة في معظم تصاريفها وأمورها؛ لأنّ ملاك مكـارم الأخلاق هو تزكية النفس الإنسانية؛ أعنـي ارتياض العقل على إدراك الفضائل وتمييزها عن الرذائل الملتبسة بها، وارتياضه أيضا على إرادة التحلّي بتلك الفضائل وعدم التفريط في شيء منها لاعتقاده أنّ بلوغ أوج الكمال لا يحصل إلاّ بذلك التحـلّي، وارتياضه على العزم على تسيير آلات العمل الإنسانية عـلى مقتضيـات ذلك الإدراك وتلك الإرادة وذلك العزم، وعلى أن يأمر تلك الآلات المسمّاة بالجوارح فتكون اندفاعاتها إلى وظائفها العملية عـلى نحو ذلك الإدراك وتلك الإرادة وذلك العزم.

فضيلة الإمام محمد الطاهر ابن عاشور
أصول النظام الإجتماعي

تعليقات

التنقل السريع