النظر في آيات القرآن بحثا عن بنية تنتظم كل آية منها يسفر عن بنيتين.
الاولى بنية ترتيل ناتجة عن النظر الافقي الناظم وبنية تأويل ناتجة عن نظر عمودي متعمق.
و الآية القرآنية في بنيتها الترتيلية ذات تفرعين :
بنية اعتماد
وبنية ارتفاد .
في بنية الاعتماد القياسية مقومات ثلاث : التأسيس - ثم التأصيل (أو التنزيل) ثم التذييل .
قال الله تعالى :" ۞ ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِۦ ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌۭ ﴿٦٠﴾ الحج . التأسيس كان باسم الاشارة ذلك.
والتأصيل كان بوعد النصر لمن ظلم .
والتذييل كان بأسماء الله الحسنى.
وفي بنية الارتفاد توسع لتلك البنية الثلاثية على اكتر من آية كقوله تعالى :" إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجًۭا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابًۢا ﴿٣﴾النصر .اذ لا يختلف البلاغيون في كون "إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابًۢا " تذييل.
وقيل هو اول تذييل للقارئ مبتدئا من قصار السور .
أما التاصيل ففي قوله " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ ۚ" ...والبداية كانت بتأسيس شرطي وظرفي جعل سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما يفهم انها نعي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وسواء أكانت البنية اعتمادا أو ارتفادا فانها مع ثنائية القياسي والمتغير تعطي امكانات توليدية مبهرة في اعجازها ...
..... سامي بالحاج علي المرزوقي .....
تعليقات
إرسال تعليق