القائمة الرئيسية

الصفحات

°°° علم التناسب القرآني .... وفروعه °°°

تتبع الكتاب هذا العلم من علوم القرآن منذ نشأته الى استقلاله واشتداد عوده . وتتبع جهود العلماء في اثرائه والاضافة اليه . وهو ما استوجب عرضا لكتب ومصنفات ومؤلفات تتابعت تاريخيا لتقنع بهذا المبحث .يبقى هنا ان نحاول حصر أهم تفرعات هذا العلم :
والمنطلق كان بـــ :
°°° التناسب المعنوي : ويسمى تناسب الجزاء، وهذا النوع من التناسب يكثر وقوعه في الآيات التي تضمنت الإشارة إلى جزاء الله على الأفعال السيئة؛ كالاستهزاء، والخداع، والمكر، والنسيان،
فمن أمثلة الاستهزاء قوله تعالى: {وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون} (البقرة:14-15).
وتزامن هذا الفرع مع ظهور الفرع الثاني وهو :
°°° التناسب اللفظي وسمي بتناسب الجنس، وهو كثير في القرآن الكريم، والمراد من هذا النوع: استعمال لفظين، يجمعهما أصل واحد في اللغة، للدلالة على معنيين، ويسمى عند البلاغيين (الجناس) . والتناسب اللفظي أو التناسب الصوتي، قد يكون أيضا بين كلمتين لا يجمعهما أصل لغوي واحد، وإنما الذي يجمع بينهما تجانس الصوت، الذي يحسن في أذن المستمع، من أمثلة هذا النوع قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها} (البقرة:144)، فثمة تناسب صوتي بين كلمة {تقلب} وكلمة {قبلة}..
واستوجب التقيد بالمنجز النقدي الشعري التطرق الى نوع ثالث من التناسب وهو :
°°° التناسب البلاغي : فمن أنواع التناسب اللفظي التصوير البياني، ومعناه أن تكون هناك وحدة بين أجزاء الصورة البيانية، فلا تتنافر جزئياتها، بل تكون متآلفة غاية الائتلاف، ومنسجمة نهاية الانسجام.
ومن أمثلة هذا النوع من التناسب، قوله تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} (الملك:15)،...
وتطور المبحث الى نوع من النظر المقارن فكان :
°°° التناسب التركيبي : أي المناسبة بين مطلع الآية وخاتمتها، وتظهر أهمية هذا النوع من المناسبة من جهة رد آخر الكلام على أوله، وهذا ما كان يسمى في الشعر بـ (رد العجز على الصدر)فانسحب على الدراسات القرآنية ضمن ميحث التناسب .
ومن أمثلة هذا النوع قوله تعالى: {فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين} (المائدة:42)، فقد خُتمت الآية بلفظ (القسط) كما بُدأت به؛ ومنه قوله سبحانه: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (البقرة:190)، فبدأت الآية بلفظ (الاعتداء) وخُتمت به. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: { وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا } (النساء:81)، وقوله تعالى: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} (الأعراف:89) ...
ومنزع المقارنة والبحث في وجوه الفصل والوصل انسحب على مابين السور فكان :
°°° التناسب الهيكلي : وهوالبحث في تناسب الفواتح والخواتيم فيما بينها وبينها وبين المتون داخل كل سورة وبين السور وفي القرآن ككل ...
.................
خلاصة من كتاب :" التناسب في القرآن " ....


تعليقات

التنقل السريع