القائمة الرئيسية

الصفحات

 ===== أبعاد و رسائل المسجد الاعظم ====

من الجزائر المنورة
نحمد الله عزوجل حمد الشاكرين على أن من علينا بالاسلام أولا، وبالاستقلال ثانيا وبهذه المنارة العالمية ثالثا.
وفي هذا اليوم المشهود أسجل بعض الأبعاد والرسائل المستوحات من تشيد هذا الصرح الكبير :
    أولا: البعد الديني:
فهو قلعة من قلاع الاسلام ، ورمز التدين ومنارة العلم، فاذا عرفت مصر بالأزهر، وتونس بالزيتونة، والمغرب بالقروين، فإننا نأمل أن يكون( مسجد الجزائر الأعظم ) - هكذا استقر على تسميته رسميا - باعتباره ثالث أكبر مسجد بعد الحرمين، جامع وجامعة تزخر بحلق العلم والكراسي العلمية، والندوات والمؤتمرات. ..وهذا أملنا إن شاء الله.
    ثانيا: البعد التاريخي:
إن للمكان دلالة تاريخية لا تنساها الذاكرة الجزائرية ولا الخلص من أهل الوفاء للقضية الجزائرية، فقد شهد أكبر مجزرة راح ضحيتها العشرات من الجزائريين (إبادة قبيلة العوفية 1832) والمكان ذاته (الحرّاش) اختاره الكاردينال شارل لافيجري (1892) لتأسيس جمعية الآباء البيض التبشيرية.
وكانت قد حدﺛﺖ ﻣﺠﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻋﺎﻡ 1863م، ﻓﻜﺎﻥ ﻻﻓﻴﺠﺮﻱ (الذي في الصورة) ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺇﻧﺠﻴﻼ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺒﺰ ﻓﻴﻔﻀﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔر ، ‏ﻭﻟﻺﺷﺎﺭﺓ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺳﻨﺔ 1862 ﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻗﺼﺪ ﺗﻨﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﻟﻢ ينجح في صرف الجزائريين عن دينهم الإسلام.
لقد بنت فرنسا كنيسة كبيرة وذلك في فترة استعمارها للجزائر سنة 1914 أسسها الكاردينال لافيجري – الذي سميت المنطقة باسمه – قال الاسقف حين أتم بناءها: أين أنت يا محمد؟ وبعد الاستقلال رد عليه الجزائريون بتغيير اسم المنطقة من "لافيجري" إلى "المحمدية" فكلمة المحمدية لها مدلولها العقائدي،وكانت تُعَدّ تلك الكنسية في وقتها منارة للتبشير والتنصير في شمال إفريقيا كله، وكانت تعمل ليل نهار لتنصير الجزائر، ثم تم بناء المسجد الأعظم في نفس مكان الكنيسة، في 31 أكتوبر 2011 وهو الصرح الاسلامي كبير أسس على أنقاض الكنيسة.
ولقد تعالت أصوات الجزائرين المجاهدين بدون استثناء ، يصرخون بصوت واحد ( يا محمد مبروك عليك الجزائر رجعت ليك )
    ثالثا: البعد السياسي:
لقد حاولت فرنسا منع انطلاق المشروع، بكل ما تملك من ادوات، وظلت تحذر من تهديم الكنيسة، بل تحرك أبناؤها المأجورين تحت قبة البرلمان وتعالت اصواتهم لمنع انطلاق المشروع، وأنا من شهود العيان في ذاك الوقت ( كنت نائبا من الفترة 2007 _ 2012) .
واصدرت في ذلك الوقت بيانا رسميا موقعا باسمي. ردا على الكتلة البرلمانية التي تمثل التيار العلماني اللآئكي.
ولكن الارادة السياسية كانت واعية بالخطوة التي خطتها في ذاك الوقت. وبدأت في المشروع في 31 أكتوبر 2011 وهو الصرح الاسلامي كبير أسس على أنقاض الكنيسة.
و إلى غاية سنة 2015 تم إزاحتها نهائيا وتمت توسعة أرض المسجد .. في نفس مكان الكنيسة.
    رابعا: البعد الثقافي:
فهو تحفة فنية ذات أبعاد أثرية، ترشد إلى أصالة هذا الشعب، وبعده الحضاري، و يعتبر رمز الهوية التي تعرب عن حقيقة وطينة هذا الشعب.
وردا على من يشكك في الانتماء الاسلامي الضارب في أعماق التاريخ.
وكل قطعة وضعت فيه الا وتنطق بحقبة زمنية ودلالة ثقافية سواء من جهة الرسوم او الاشكال او الزخرفات.
    خامسا: البعد الاقتصادي:
يمثل هذا الصرح مكسبا اقتصديا وفي نفس الوقت معلما سياحيا، حيث سوف يوفر فرص عمل للشباب، بالاضافة الى الاشتراكات للدخول الى فضاءاته البحثية، وفضاءاته الترفهية من مقاهي ومطاعم واستراحات.
======== وأخيرا قصة وعبرة:
هنيئا للشعب الجزائري ، هنيئا للأمة الاسلامية، هنيئا للإنسانية جمعاء، أن يكون ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين على أرض الشهداء والعلماء والأولياء.
وإنها لتحفة نغبط عليها، في زمان رفعت فيه أصوات الشواذ في جميع المجالات لمحاولة تشويه هوية هذا الشعب والتشكيك في مرجعيته ...
ولكن هيهات أن تذهب دماء الشهداء الخلص التي تجاوزت السبع ملايين شهيد أن تكون مجرد قطرات سالت وانتهت.
سئل أحد العلماء المعاصرين ( الدكتور صفوت حجازي فك الله أسره )من مصر الأزهر الشريف .
قال له المنشط في احدى الحصص على المباشر . لو قدر الله ونفيت من مصر فأي بلد تختاره .
فقال : المدينة المنورة (لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع أن يموت في المدينة فليفعل ). وكان مقيما هناك وتحصل فيها على الماجستير والدكتوراه في الحديث الشريف .
فقال له المنشط : المدينة المنورة كل الناس تتوق اليها .
غير المدينة المنورة ...
فأجاب على البداهة ومن غير تفكير : الجزائر المنورة .
فقال له المنشط : قد اتفهم لفظة المدينة ( المنورة ) ، ولكن مالم استوعبه الجزائر ( المنورة ) .
فقال له الشيخ : لقد جاء في الأثر : أن الشهيد اذا نزلت منه قطرة على الأرض جعل لها نورا من الأرض إلى السماء .
فكيف انت ببلد فيه أكثر من مليون ونصف مليون من الشهداء لم تسل منهم قطرات بل وديان على أرض شاسعة كالجزائر ...فإنها سوف تبعث أنوارا لا نورا من الارض الى السماء ...ولهذا هي الجزائر المنورة .
فليفخر الجزئريون ببلدهم وبشهدائهم وبمجاهديهم، وبمعالمهم ....
===== فالله أكبر ولله ولله الحمد =====
=========كتبه:
الدكتور بلخير طاهري الإدريسي الحسني المالكي الجزائري.
أستاذ الشريعة والقانون جامعة وهران ٠

تعليقات

التنقل السريع