القائمة الرئيسية

الصفحات

كفاية القول في البدعة الجزء الثاني

 البدعة 2..

تم في الحلقة الأولى استعراض تعريف البدعة لجملة من العلماء وانتهينا إلى تقسيم فقهاء المسلمين للبدعة التي تعتريها الأحكام الشرعية الخمسة كما ذهب إلى ذلك العز بن عبد السلا م والقرافي والشاطبي .والبعض من قسمها إلى بدعة ممدوحة وبدعة مذمومة والآخر نوعها إلى نوعين :بدعة حسنة وأخرى سيئة من حديث النبيء (ص) من سن سنة حسنة فله أجرها ...الحدديث .

أقسام البدعة: يقول العز بن عبد السلام "أن تُعرض البدعة على فواعد الشريعة ,فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة .فإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة .وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة .وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة .وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة ..

وقال الو نشر يسي المالكي في كتاب المعيار المعرب ج 1 ص 357" وأصحابنا وإن اتفقوا على إنكار البدع في الجملة فالتحقيق الحق عندهم أنها خمسة أقسام ...ثم قال: فالحق في البدعة إذا عرضت تعرض على قواعد الشرع فأي القواعد اقتضها ألحقت بها وبعد وقوفك على هذا التحصيل والتأصيل لاشك أن قوله (ص)" كل بدعة ضلالة " من العام المخصوص كما صرح به الأئمة رضوان الله عليهم..لاكما يعممه الناس اليوم

1--البدعة الواجبة -:كالإشتغا ل بعلم النحو الذي يُفهم به كلام الله وكلام رسوله (ص) وتدوين القرآن وحفظ غريب القرآن والسنة في اللغة وتدوين الحديث والجرح والتعديل إذا خيف عليها الضياع فإن التبليغ من بعدنا من القرون واجب إجماعا .وإهمال ذلك محرم إجماعا فمثل هذا النوع لا يختلف فيه إجماعا كما قال القرافي في الفروق .وإقامة الأدلة للرد على الفرق الضالة والمذاهب المادية والإلحادية واستعمال وسائل الإتصا ل الحديثة في مجال الدعوة الى الله .

2--البدعة المحرمة :كالمذاهب الضالة والفرق الهدامة كالقدرية الذين قال فيهم رسول الله(ص) "القدرية مجوس هذه الأمة.." .الحد يث والجبرية والمجسمة والمرجئة والرافضة والمكوس المحرمة التي يأخذها الحاكم بغير وجه شرعي وقانوني والمظالم المنافية لقواعد الشريعة كتقديم الجهال على العلماء وتولية المناصب الشرعية لغير أهلها بطريق التوارث وغيرها من البدع التي نعيشها .

3--البدعة المندوبة : كإحداث الرباطات على الحدود ومد الجسور والقناطر وتأسيس المعاهد والمدارس والمجامع العلمية و صلاة التراويح وإقامة صور القضاة والولاة خلاف عصر الصحابة كما أعطى عمر رضي اللع عنه امتيازات خاصة للولاة ولم يقر ولم ينه معاوية بن ابي سفيان لما اتخذ الحجابة وغيرها – ومن أراد أكثر من ذلك "فليراجع الفرق للقرافي252

4 --البدعة  المكروهة  وهي ما تنا و لته أدلة  الكراهة من الشريعة : منها زخرفة المساجد وتزويق المصاحف بالذهب وصيام الجمعة والزيادة على التسبيح عقيب الصلوات المفروضة .والزيادة على قيمة زكاة الفطروغيرها من الأمثلة .

البدعة المباحة :وهي ما تناولته أدلة الإباحة من الشريعة كاتخاذ المناخل-الغربال  –وهو أول شيء أُحدث بعد رسول الله (ص) لأن تليين العيش وإصلاحه من المباحات وهو ما نتمتع به اليوم من رفاهية من الحلال دون إسراف وتبذير .

هذا تقسيم العلماء والكلام يطول فيه فمن أراد سعة المعرفة والعلم فليرجع الى أمهات المراجع التي حررها أئمة الإجتهاد دون أن يتوقف على ما يكتب من مقالات متنوعة ..والله أعلم والموفق .....وسيأ تي ما أحدثه  الصحابة والتابعون من بدع حسنة .والسلام

جامع الزيتونة المعمور

 

تعليقات

التنقل السريع