القائمة الرئيسية

الصفحات

السيرة الذاتية للشيخ عبد الله الغيلوفي

السيرة الذاتية للشيخ عبد الله الغيلوفي، فقيه المذهب المالكي، الداعية اللطيف، المربي الفاضل، الأستاذ الخلوق، الأب الحنون، الزوج الصالح، الإبن البار، الأخ السند، العم والخال العطوف، الجار الكريم، الصديق المخلص، الجد الودود...... رحمه المولى عز وجل وتقبله قبولا حسنا وأكرم نزله ووسع مدخله وجمعه مع الأحبه "محمد وصحبه"

سيرته كما عرف بها بنفسه.
بسم الله الرحمان الرحيم
و صل اللهم وبارك على النبي محمد و آله و صحبه
عبد الله بن محمد بلحاج على الغيلوفي، مولود بقرية "رضوان" - بولاية قبلي من الجنوب الغربي، بتاريخ 5 أكتوبر 1937. في هذه القرية نشأت وحفظت القرآن الكريم على المغفور لهما : المؤدب علي الكعوب وصالح بالساسي، رحمهما الله رحمة واسعة،
بعد حفظ القرآن وشيء من المتون، التحقت بالفرع الزيتوني بولاية قبلي حيث قضيت به أربع سنوات تُوّجتْ بالإحراز على الأهلية،
في سنة 1956 فقدت والدي تغمده الله برحمته الواسعة تاركاً وراءه ثلاث زوجات و 8 بنات و 5 ذكور، لست أكبرهم ولا أصغرهم .
من شيوخي في المرحلة الأولى: الشيخ مَحِمَّدْ الجليدي "داعية نفزاوة" كما يلقّبونه و المشايخ محمد العويني، المحجوب، الطاهر بالرابح، الراضي كشك، إبراهيم بن عبد الصمد وغيرهم، رحمهم الله جميعاً.
المرحلة الثانية :
انتقلت إلى العاصمة لمُواصلة دراستي بالمرحلة الثانية، فالتحقت بمعهد "ابن عبد الله" وجامع سيدي البشير أو جامع الجنائز، والمسافة بينهما ليست بعيدة .
ومن شيوخي في السنة الخامسة : الشيخ السهيلي، الطاهر المبعوج، الأستاذ المقنَّمْ... أما الجزء الأول والثاني من التحصيل الزيتوني فكانا بمعهد "ابن خلدون" الذي شُيّد نتيجة للإصلاحات التي طالب بها الزيتونيون والمظاهرات الصاخبة التي خُضناها في العاصمة وفي كل الفروع داخل البلاد والتي استشهد فيها حمزة و المرزوقي، تقبلهما الله في الشهداء، فمن يذكرهما اليوم و يتحدث عنهما؟
وممن دَرسْتُ عنهم الأساتذة والشيوخ أحمد قاسم، زكريا بن مصطفى ، أحمد النيفر، مصطفى بن جعفر ... رحمهم الله.
وبعد نجاحي في الجزء الثاني من شهادة التحصيل، اجتزت مناظرة الدخول إلى التعليم الإبتدائي وقضيت سنة التربص بدار تونس الأولى تحت إشراف المتفقد السيد : قاسم طنقور، و بالتزامن مع أحداث بنزرت (1961) وسُمِّيت معلِّماً بمدرسة الطيّب المهيري بالمرسى
.
السّكن : كان السكن بمدينة قبلي بالكراء، أحياناً منفرداً وأخرى مع الغير، أما بالعاصمة فكان بالمدرسة العاشورية، ومدرسة نهج المطيهره وهي مدارس كانت معدةً للطلبة الزيتونيين القادمين من داخل البلاد، فكانت رحمةً لا للتونسيين فقط بل للأخوة الجزائريين
واللّيبيين و منذ الستينات صرت أقطن بمنطقة المرسى .
وبعد تسلّم العمل استقدمت للدراسة أخويّ الصغيرين : حسن ونجيب مع أمهما عليها رحمة الله، وكُلّل الجهد بالنجاح، فتخرّج أحدهما طبيباً والحمد لله والآخر مهندساً معمارياً رحمه الله من جامعة دمشق الفيحاء، أعاد الله لها أريجها وعطاءها.
وفي صائفة 1968 غادرتُ البلاد متوجهاً إلى فرنسا، ومنها إلى بغداد رغبةً في إتمام دراستي الجامعية، كان السفر عن طريق القطار من مدينة نيس بجنوب فرنسا إلى بغداد عبر أوروبا وتركيا وسوريا وصولاً إلى بغداد.
وصادف السفر إلى العراق تولي البعثيين السلطة إثر انقلاب أزاح القوميين وتولّى الحُكم حسن البكر وبعده صدام حسين.
وبعد الإجراءات الميسّرة التحقت بجامعة بغداد، كلية الآداب قسم اللغة العربية، صحبة عدد من الطلبة التونسيين والجزائريين والمغاربة.
ساهمتُ مع غيري في تكوين لجنة تُعنى بشؤون الطّلبة الجُدد من تسجيل، ومبيت ومنحة دراسية، إلخ... وكذا بَعْثُ رابطةٍ لطلبة المغرب العربي، كان لها نشاط ثقافي واجتماعي، ومن ضمن الذين يسّروا لنا تحرّكاتنا الأخ المحترم علي صميدة جزاه الله عنّا خيراً حيّا و ميتاً. وفي سنة 1970 كنت على رأس فريق طُلابي" تونسي تركي" اتجهنا إلى بيت الله الحرام لآداء مناسك الحج، تنقلنا برًا على متن حافلة أجّرناها على حسابنا الخاص، وبعد الحج زرنا المسجد النبويّ الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
لا ننسى أثناء إقامتنا بالعراق التي احتضنتنا، استضافة الكويت الشقيقة لنا وكان البرنامج الذي أعدّ للطّلبة التونسيين متنوعاً، و مازٍلت أذكر زيارتنا لوزارة الإعلام، حيث استقبلنا مدير مجلة "العربي" الدكتور أحمد زكي.
و في سنة 1972 أحرزت على الإجازة في اللغة العربية دورة جوان، فشكراً للعراق التي احتضنتنا وأكرمتنا وفتحت لنا أبواب المعرفة لنَنْهَلَ منها، شكراً لزملائنا الطلبة و الأساتذة : أحمد مطلوب، القيسي، و ابن حقيل. شكرا لبغداد الرشيد بمتناقضاتها.
أتذكّر هنا ما قاله الشاعر معروف الرصافي في عبد العزيز الثعالبي رحمه الله:
أتونسَ إنّ في بغداد قوماً تَرِفُّ قلوبهم لكِ بالوِداد
ويجمعهم وإياكِ انتساب إلى مَنُ خُصَّ منطقهم بضاد
غادرت بغداد إلى الشام ومنها إلى بيروت ثم إلى فرنسا طمعا أن أجمع عدداً من عُمّال بلادي وأحثّهم على تكوين مشاريع يجدونها ذخراً بعد عودتهم إلى أرض الوطن، وفي نفس الوقت تُشغّل عدداً من أبنائهم في بلدهم، حبّذوا الفكرة، لكن أين التطبيق؟
العودة للبلاد:
ما إن عدتُ إلى الوطن والتقيتُ بالأهل بعد سنين أربع طرقتُ باب الوزارة مستفسراً عن وضعيتي، فوجدت أنه قد صدر ضدي قرار بالطرد من التعليم، وبعد أخذ و ردّ و تدخّل من هنا و وعود وتشويق من هناك، فُتح الباب مجددا أمام خرِّيجي المشرق العربي، فعُيّنت أستاذ تعليم ثانوي بمعهد سبيطلة ولاية القصرين في أكتوبر 1972 حيث قضيت به ثلاث سنوات.
وفي سنة 1973 تزوجت واخترت أن تكون شريكة حياتي من البلاد بارك الله فيها، وفي سنة 75-76 دخلت العاصمة كملحق بإصلاحية قمرت بالمرسى، التابعة لوزارة الداخلية وقتها، قضّيْت بها ثلاث سنوات، وخَصّصت مساء الجمعة للحوار مع تلاميذها أملاً في إصلاح ما يمكن إصلاحه.
وفي سنة 1978 عدت إلى وزارة التربية و عُيّنت بمعهد حلق الوادي ومنه إلى المرسى حتى خرجت في التقاعد المبكّر سنة 1993 .
ترأّست فوج الكشافة بالمرسى الذي قام بمخيّمات وأنشطة مختلفة لتكوين الشباب، و في الثمانينات كوّنت صُحبة الشيخ كمال التارزي الشيخ عثمان الحويمدي رحمهما الله : فرع جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالمرسى، فركّزنا إملاءات للنساء والشباب في أكثر من مسجد و رصدنا لها الجوائز التحفيزية، و نظّمنا أختامَ رمضان.
و لما كُلفت بالخطابة بمسجد "عبد الله بن مسعود" بالمرسى ، أنشأنا به مكتبة وحلقات تعتني بتكوين الشباب تربوياً و أخلاقياً و تعليمياً .
ساهمتْ هذه المجموعة في العمل الاجتماعي بمدّ يد المساعدة للتلاميذ الفقراء كما ساهمتْ في العمل التطوّعي في بناء مسكن أرملة و حفر أسس مسجد وبنائه بالبحر الأزرق- المرسى.
وبعد الثورة (2011)ساهمت مع غيري في تكوين الجمعية الخيرية "الكرامة"، ثمّ جمعية "البرّ و الإحسان"، و أخيرًا فرع المرسى للجمعية التونسية العلوم الشرعية.
سجّلتُ بالمرحلة الثالثة بالكلية الزيتونية و بدأت في إعداد البحث بإشراف الدكتور عبد الله الوصيّف، تحت عنوان "ابن عباس من خلال الصحيحين" و نظرا للصراعات المحتدمة بالكلية، توقّف البحث .
كما ساهمت مع الشيخ حسين العبيدي في إحياء مشيخة جامع الزيتونة المعمور من جديد، فدرَّست بالجامع القديم ببن عروس قبل صدور الحكم بإرجاع التعليم الزيتوني و تحوّل الدروس إلى جامع الزيتونة المعمور، إلا أنه كان حُلماً سرعان ما تبخّر نتيجة الأناً.
علاقتي بالداخلية : علاقتي بها قديمة، ففي سنة 1965 بينما كنت أدرّس بالقسم دُعيت إلى مكتب مدير المعهد، فوجدت في انتظاري عدداً من أعوان الأمن طلبوا مني مرافقتهم للداخلية حيث مكثت عندهم أكثر من 24 ساعة إثر زيارة قمت بها إلى ليبيا و مصر لتقصِّي أخبار بعض من شاركوا في الثورة اليوسفية من أقاربي و أجْوارهم. و استُدعيت من معهد حلق الوادي في الثمانينات للداخلية بدعوى أني كنت أفتح أقواساً أثناء التدريس و أخرج عن موضوع الدرس، ومن ألطاف الله كان الباحث خِرّيج معهد حلق الوادي، ومع الأسف فالداخلية وقتها حَلّت محلّ إدارات المعاهد و وزارة التربية،
وفي أواخر الثمانيات وأوائل التسعينات دُوهِمَ البيت ورُوِّع الأبناء و الزوجة، و أصبحتْ الزيارات، والتهديدات، وتفتيش كل الغرف أمرًا عاديا،
تُوّجت هذه الممارسات باستدعائي إلى مقرّ الاستعلامات حيث قضيتُ في ضيافتهم طيلة يوم كامل، ولا تسل عن المعاملة والأساليب التي شملت كل ما يخطر وما لا يخطر على البال إلا اللطفَ والأدبَ والحياء.
قبل هذا أُوقفت عن الامامة بجامع عبد الله بن مسعود، ومُنعت من الدروس، و أكثر من ذلك أصدر المرشدُ الديني وقتها تنبيها لإطارات المساجد لمنعي من التقدّم للخطابة و التقدّم للصلاة بالناس و تولّي خطبة الإشهار عند الزواج.
انتهى.

الشيخ عبد الله الغيلوفي


تعليقات

التنقل السريع