المختصر المفيد في علم التجويد

 المعجزة الخالدة؛ المختصر المفيد في علم التجويد تأليف الدكتور عبد الرحمان الحفيان

الحمد لله

 وصلاته وسلامه على رسوله وعلى آله و صحبه استهلال

خص الله كتابه الكريم القرآن العظيم، بأنه المعجزة الخالدة لخاتم الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، وأودعه من المعارف ما لا ينتهي فهو حجة الله على الخلق في توحيده بالربوبية و إصلاح أنفسهم، و لهذا حرض الإسلام على تعلمه و تعليمه.

أخرج البخاري في صحيحه في باب (خيركم من تعلم القرآن و علمه ) في كتابه فضائل القرآن عن عثمان رضي الله عنه عن النبى ﷺ قال:" خيكم من تعلم القرآن و علمه".

وممن وفقه الله إلى هذه المهمة الشريفة محل ابننا الأستاذ عبد الرحمان بن محمد الحفيان فإنه جدّ في تعلم العلوم القرآنية حتى تأهل لاخذ العالمية من الأزهر الشريف.

ولما ملأ وطابه تصدى للتعليم عن جدارة في العلوم القرآنية، وأضاف إلى دروسه الحفيلة التأليف فوضع كتابه ( المختصر المفيد في علم التجويد )، وهو كتاب سهل مبسط ألم فيه بمسائل علم التجويد إلمام عارف متدرب بقواعد التعليم، فالكتاب يسهل للمبتدئين سبل الوصول إلى إتقان قراءة التالي المطلوبة شرعا فإن تلاوة كتاب الله سبحانه و تعالى تتطلب حسن أدائه كما أُنزل على سيد الخليقة ﷺ، وهو قد أبلغه إلى الصحابة الكرام على الوجه المنزل الصحيح، و هم رضوان الله عليهم قد أبلغوه كما أنزل.

وتلقى علماء التجويد المهمة و ألّفوها في كتبهم بالصور المشروطة، كما حافظ على التلاوة الصحيحة السالمة من الأخطاء، فحسن التلاوة شرط للاستفادة من كتاب الله مصدر الهداية و الإشعاع الإصلاحي.

ثم إن التجرأ على قرءة القرآن بغير معرفة ما يجب من التحقيق تحريف للتلاوة لايجيزه الإسلام، و القراءة مع هذا التجرؤ ليست قراءة، فلا بد من التلقي حتى يروض اللسان، و تقوم الألفاظ مع إقامة القراءة بغاة الترتيل، وإتقان علم التجويد.

وقد بذل المؤلف جهدا مشكورا حتى يكون كتابه لقارئه كافيا في إخراج الحروف من مخارجها مع إعطائها صفاتها كلها بأسلوب لا تعقيد فيه مع تصوير لما يسحق التصوير الدقيق الذي يجعله على طرف الثمام.

ومن مميزات هذا الكتاب ربطه بالمنظومة الشهيرة لإمام القراءات أبي الخير محمد بن محمد الشهير بابن الجزري (-883ه) فإنها منظومة معينة على ترسيخ علم التجويد في الأذهان، و لهذا كانت محل العناية من كثير من العلماء، فهو مؤلف في طريقة عصرية مرتبطة بهذا المتنالفريد.

فهذا المجهود الكبير حري بالعناية و التنشيط كي يسد الفراغ الموجود عند كثير من التالين لكتاب الله ليصححوا قراءاتهم ويظفروا بمقصودهم من القراءة، وهم حري بالشكر على ما بذله خدمة لكتاب الله العزيز عن أساس صحيح، و معرفة عميقة، و الله يتولى الجميع بالتوفيق ، و الثواب الجزيل إنه الكريم المنان.

محمد الشاذلي النيفر 

رئيس رابطة الجمعيات القرآنية بتونس