القائمة الرئيسية

الصفحات

الشيخ محمد الصالح النيفر رحمه الله وأشكال نضاله لفائدة القدس وفلسطين

 الشيخ محمد الصالح النيفر رحمه الله وأشكال نضاله لفائدة القدس وفلسطين

عاش الشيخ محمد الصالح النيفر فترة جثم فيها الاستعمار الفرنسي على البلاد التونسية، وكبّل الحريات فيها ونفذ برامجه التغريبية المانعة لكل نفس تحرري. وكان شيخنا واعيا بخطورة الوضع الاستعماري على البلاد وعلى هويته العربية الإسلامية. وزاد إدراكه لهذه الخطورة عندما لاحظ أن الاستعمار الغربي يمارس السياسة نفسها في مختلف المناطق العربية ومنها أراضي فلسطين التي تحركت فيها الأطماع الفرنسية والأنقليزية وصارت منطقة مستهدفة سياسيا واقتصاديا وحتى ديموغرافيا.
بدأ مشواره النضالي ضد الصـهيو نية داخل جامع الزيتونة "المعمور"، وكان مشاركا لكل التحركات الزيتونية لطلبة وأساتذة الجامع الأعظم الذين ساهموا في دعم القضية الفلسطينية، ومن ذلك:
- دعم القضية الفلسطينية منذ 1934 وانقسام جامع الزيتونة إلى مجموعتين: الأولى طالبت بالاضراب العام والتبرع بالمال، والثانية معتدلة اختارت الصيام والتبرع بالمال، واختار الشيخ محمد الصالح النيفر الشق المعتدل وكان من أبرز الناشطين فيه، ودعم لجنة الطلبة الزيتونيين.
- المشاركة في احتجاجات قرابة 400 شخص من طلبة ومشايخ جامع الزيتونة يوم 01 جانفي 1931 لمنع عرض فلم أرض الميعاد بقاعة سينما الكوليزي بالعاصمة تونس، مما اضطر السلطات الفرنسية إلى إلغاء عرض
الفلم، وتفريق المتظاهرين بالقوة، خوفا من وقوع مناوشات.
- الاحتجاج والتصدي للباخرة اليهودية (سارة1) ،التي رست بميناء حلق الوادي يوم 31 ديسمبر 1937 وعلى متنها طلبة وضباط يـهـود.
- إشرافه سنة 1945، وهو كاتب عام نقابة"مشائخ الزيتونيين"، على كتابة لائحة في ذكرى وعد بلفور.
وأرسلت اللائحة إلى الأمير محمد الأمين باشا باي صاحب المملكة التونسية، وفيها احتجاج على ممارسات الصـها يـنة ضد عرب فلسطين، وعلى تدنيسهم لهيكل من هياكل الشعائر الدينية الإسلامية، وهو ثالث الحرمين الشريفين بمساندة من قادة السياسة بالعالم. وطالبت النقابة في هذه اللائحة الأمير بالتدخل لتأييد عرب فلسطين والدفاع عن الحرم المقدس، وخاصة وأن الجالية اليـهود يـة تعيش في تونس منذ أربعة عشر قرنا، وتتمتع بجميع حقوقها الدينية والمدنية والسياسية.
- المشاركة في الإضراب العام الذي أعلن بجامع الزيتونة وفروعه، بعد قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 1947 .
- النداء لنجدة القدس الشريف ونصرة الشعب الفلسطيني بالتطوع للقتال على أراضيها، وكان ذلك من خلال "جمعية الشبان المسلمين" التي أسسها ومن خلال "اللجنة العليا للدفاع عن فلسطين العربية" التي أسست في تلك الفترة. علما وأن عدد المتطوعين قدّر آنذاك ب2676 متطوعا وقيل 3000 متطوع، وهو عدد مرتفع، لكن تحركات المتطوعين جوبهت بالتعطيل والمنع من طرفين: الأول: السلطات الاستعمارية الفرنسية على الحدود التونسية الليبية، والطرف الثاني السلطات الاستعمارية الانقليزية على الحدود الليبية
المصرية.
ورغم التعطيل والمنع استطاع بعض الزيتونيين الوصول إلى فلسطين وشاركوا في بعض المعارك وسقط منهم الشهداء (11شهيدا حسب بعض المصادر).

تعليقات

التنقل السريع