القائمة الرئيسية

الصفحات

آل بيت رسول الله والمفارقة بين الشيعة والسنة

 #آل_البيت 

#أ.د. #عبد_الصبور_مرزوق رحمه الله

______________________________________________________________________


اختلف أهل العلم في أهل البيت من هم؟ فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، ولا رجل معهن، وذهبوا إلى أن البيت أُريد به مساكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ (الأحزاب34) 

وذهبت فرقة منهم أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة والزمخشري والكلبي أنهم علىُّ وفاطمة والحسن والحسين خاصة.

وذهب فريق منهم الفخر الرازي والقسطلاني وآخرون إلى أنهم أولاده وأزواجه صلى الله عليه وآله وسلم والحسن والحسين وعليُّ منهم؛ لمعاشرته فاطمة وملازمته النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وذهب زيد بن أرقم إلى أنهم من تحرم عليهم الصدقة، وهم آل عليُّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس، وهو الراجح.

قال السيوطي: هؤلاء هم الأشراف حقيقة في سائر الأعصار وهو ما عليه الجمهور، وهو معنى رواية مسلم عن زيد بن الأرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما بعد... أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك بينكم ثقلين، أولهما؛ كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : (وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) قالها ثلاث، فقال له حصين: ومن أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس رضي الله عنهم.

والشيعة يخصون أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، لكن رواية زيد السابقة تدل على أن آله من حُرم الصدقة، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله صلى الله عليه وآله وسلم

وقد تنازع الناس في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من هم؟ فقيل: أمته، وهذا قول طائفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومالك وغيرهم، وقيل: المتقون من أمته، وإليه ذهب طائفة من أصحاب أحمد وغيرهم واستدلوا بحديث موضوع هو: "آل محمد كل مؤمن تقي" وبنى على ذلك طائفة من الصوفية أن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم خواص الأولياء كما ذكر الحكيم الترمذي. 

لكن الصحيح أن آل محمد هم أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وهو المنقول عن الشافعي وأحمد رحمهما الله.

وآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجب حبهم، أخرج ابن سعد: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استوصوا بأهل بيتي خيرا، فإني أخاصمكم عنهم غدا، ومن أكن خصمه خصمه الله)، ونقل القرطبي عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ (الضحى 5) قال: رضا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ألا يدخل أحد من أهل بيته النار.

وأخرج البخاري عن ابن عمر قال أبو بكر: خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا) وروى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (إن الله سائلكم كيف خلفتموني في كتاب الله وأهل بيتي).

وروى الحاكم والترمذي، وصححه على شرط الشيخين، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أحبو الله لما يغذوكم به، وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي)، وهناك آثار كثيرة تدل على وجوب حب آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وكثير من الآثار - أيضا - تدل على تحريم بغض آل البيت منها : ما أخرجه الطبراني والبيهقي وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي! ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد أذاني، ومن آذاني فقد آذى الله).

وروى أحمد مرفوعا: ( من أبغض أهل البيت فهو منافق) 

وروى أبو الشيخ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي؟ والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذريتي).

وروى الحاكم وصححه على شرط الشيخين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يبغضنّ أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار).

وقد بلغ من عظيم أدب السلف الصالح أنهم كانوا لا يقرءون في الصلاة بسورة "المسد" حفاظا على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونفسه، مع انها قرآن منزل، والله أعلم


أ. د. عبد الصبور مرزوق

بين السنة والشيعة


تعليقات

التنقل السريع