القائمة الرئيسية

الصفحات

عندما وقع الفصل بين مادتي التربية الاسلامية والتربية الوطنية في التعليم. كان ذلك في اطار تحجيم الزيتونة.
كانت مادتا التربية الاسلامية والتربية الوطنية يتولى تدريسهما في التعليم الثانوي بمرحلتيه الاولى والثانية نفس الاساتذة المتخرجين من الكلية الزيتونية والتي تتضمن برامجها ماهو مقرر في مادة التربية الوطنية وقد درسها خريجو الكلية الزيتونية بكفاءة وجدارة ولا غرابة ففي العقل الزيتوني لاتضارب اطلاقا بين بين هو ديني وما هو وطني.


*و كانت المادتان التربية الدينية والوطنية بينهما تكامل وكانتا ترسخان مع بعضهما في التلاميذ عدم الازدواجية وتكملان بعضهما البعض وكلا والف كلا لم تكن مادةالتربية الاسلامية مبنعا للتعصب والتطرف *
*وكانت مادة التربية الاسلامية والوطنية متنفسا لاستيعاب خريجي الكلية الزيتونية لسنوات عديدة فمع بعضهما ' ساعة لكل منهما في الاسبوع وان كان ذلك قليلا وغير كاف ولكن على كل حال فقد انعكس ذلك ايجابا من حيث الكم على ( عدد اساتذة المادتين) .


* وفي اوائل التسعينات وقع الفصل بين المادتين فياطار الاصلاح التربوي ولم يكن اصلاحا في ذا الفصل بين مادتي التربية الاسلامية والوطنية واسند تعليم مادة التربية الوطنية اوالمدنية الى غير خريجي الكلية الزيتونية من خريجي الكليات الاخرى في الجامعة التونسية فتقلص الى النصف عدد من ينتدبون من خريجي الكلية الزيتونية الى النصف وكانت ضربة قاصمة اخرى للزيتونة مرت دون التنبه الى مخاطرها والتي منها تكريس التضارب بين التدين والوطنية.


*وخريجو الكلية الزيتونية خصوصا حملة شهادة التحصيل الذين واصلوا دراستهم الجامعية في الكلية الزيتونية حتى تخرجوا حاملين للاجازة لم يثبتوا جدارتهم واهليتهم وكفاءتهم ليس في تدريس مادة التربية الوطنية بل وكذلك لما اسند اليهم في بعض المعاهد تدريس مادة العربية بنحوها وصرفها وادبها وكذلك مادة التاريخ وحتى مادة الفلسفة عندما وقع تعريبها وذلك بشهادة الموضوعيين من المرشدين والمتفقدين وما ذلك الا لان التعليم الزيتوني كان تعليما موسوعيا يشتمل على ما يسمى بعلوم الوسائل وعلوم المقاصد ولا سبيل للتمكن من علوم المقاصد بغير التمكن اولا من علوم الوسائل ذلك كان قبل ان يصبح ملخصات مسلوخة من كتب بعض المؤلفين.


*ادون هذه الخواطر باعتباري شاهدا عليها وباعتباري ممن مارسوا تدريس هذين المادتين وكتبت بحث الترسيم في هذا الموضوع في اطار التكوين البيداغوجي الذي يمتد لسنتين قبل الترسيم وقناعتي راسخة ان لاتضارب اطلاقا بين ما هو ديني وماهو وطني فهما في نظري متلازمان لاينفكان عن بعضهما البعض.

بقلم الشيخ صلاح الدين المستاوي



تعليقات

التنقل السريع