القائمة الرئيسية

الصفحات

تجريم المثلية

قال تعالى: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81). [الأعراف: 80-81]


قال ابن عاشور: ووجه تسمية هذا الفعل الشنيع فاحشة وإسرافا أنّه يشتمل على مفاسد كثيرة: منها استعمال الشهوة الحيوانية المغروزة في غير ما غرزت عليه، لأنّ الله خلق في الإنسان الشهوة الحيوانية لإرادة بقاء النّوع بقانون التناسل، حتى يكون الدّاعي إليه قهري ينساق إليه الإنسان بطبعه، فقضاء تلك الشهوة في غير الغرض الذي وضعها الله لأجله اعتداء على الفطرة وعلى النوع، ولأنه يغيّر خصوصية الرجلة بالنسبة إلى المفعول به إذ يصير في غير المنزلة التي وضعه الله فيها بخلقته، ولأن فيه امتهانا محضا للمفعول به إذ يجعل آلة لقضاء شهوة غيره على خلاف ما وضع الله في نظام الذكورة والأنوثة من قضاء الشهوتين معا، ولأنّه مفض إلى قطع النسل أو تقليله، ولأنّ ذلك الفعل يجلب أضرارا للفاعل والمفعول بسبب استعمال محلّين في غير ما خلقا له.


التحرير والتنوير: 232/8.

تعليقات

التنقل السريع