القائمة الرئيسية

الصفحات

الحكم العطائية( 6 ) : لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَد العَطاء مَعَ الإلْحاح في الدّعَاءِ موجبَاً ليأسِك فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ .

 

الحكم العطائية


يقول الشيخ سيدي ابن عطاء الله السكندري : "لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُرْيدُ" .

 

الإلحاح فى الشىء هو: تكرره على وجه واحدوالدعاء هو : طلب مصحوب بأدب فى بساط العبودية لجناب الربوبية والموجب للشىء ما كا اصلا فى وجوده ، و اليأس قطع المطامع

حكم العبد ألا يتخير شيئاً على مولاه و يجزم بصالحية حال من الأحوال له لأنه جاهل من أى وجه قد يكره الشىء و هو خير له و يحب الشىء و هو شر له.

قال سيدى أبو الحسن الشاذلى : لا تختر من أمرك شيئاً و اختر الا تختار و فر من ذلك المختار و من فرارك و من كل شىء إلى الله عز و جل:(و ربك يخلق ما يشاء و يختار)  .

فعلى العبد ان يسلم نفسه إلى مولاه و يعلم أن الخير له فى جميع ما به يتولاه وإن خالف ذلك مراده و هواه .

قال الشيخ العربى رضى الله عنه : الناس تقضى جوائجهم بالحرص فيها و الجرى عليها ، و نحن نقضى حوائجنا بالزهد فيها و الاشتغال بالله عنها .

و إن كان لابد من الدعاء فليكن دعاؤك عبودية لا طلباً للحظ ، فإن تركت الحظوظ صبت عليك الحظوظ ، و إن غلب عليك وارد الطلب و طلبت شيئاً ثم تأخر عنك و قت العطاء فيه،فلا تتهم الله فى وعده " أدعونى أستجب لكم ."

ولا تيأس من نواله ورفده ، فإن الله ضمن لك الاجابة فيما يريد من خير الدنيا و خير الاخرة و قد يكون اجابك و عين لذلك و قتاً هو اصلح لك و انفع فيعطيك ذلك فى الوقت الذى يريد لا فى الوقت الذى تريد و قد قال تعالى : (و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة).

وما موصولة اى و يختار الامر الذى لهم فيه خيرتهم

و قد يمنعك لطفاً بك لكون ذلك المطلب لا يليق بك و يؤخر لك ذلك لدار الكرامة و البقاء و هو خيرا لك و ابقى، وفى الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : " ما من داع إلا و هو بين إحدى ثلاث إما ان تعجل له طلبته ، و إما ان يدخر له ثوابها ، و إما ان يصرف عنه من السوء مثلها "

إذاً الإجابه امرها لله تعالى يجعلها متى شاء و قد يكون المنع و تأخر العطاء إجابه و عطاء لمن فهم عن الله تعالى ذلك فلا ييأس العبد من فضل الله تعالى إذا رأى منعاً او تأخيراً و إن ألح فى دعائه و سؤاله و قد يكون تأخير ذلك للأخره خيراً له فقد جاء فى بعض الاخبار:" يبعث عبد فيقول الله تعالى له ألم آمرك برفع جوائجك إلىُ فيقول نعم و قد رفعتها إليك فيقول الله تعالى ما سألت شيئاً إلا اجبتك فيه ولكن نجزت لك البعض فى الدنيا و ما لم انجزه فى الدنيا فهو مدخر لك فخذه الان حتى يقول ذلك العبد ليته لم يقض لى حاجه فى الدنيا.

 

و قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النهي عن الاستعجال فى إحابة الدعاء فى قوله: (يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي،فَلم يسْتَجبْ لِي ).

 

قال الشيخ عبد العزيز المهدوي رضى الله عنه : من لم يكن فى دعائه تاركاً لاختياره راضياً باختيار الحق تعالى له فهو مستدرج ممن قيل له اقضوا حاجته فإنى اكره ان اسمع صوته " فإن كان مع اختيار الحق تعالى لا مع اختياره لنفسه كان مجاباً و إن لم يعط ، و الاعمال بخواتمها.

ايقاظ الهمم في شرح الحكم

 

تعليقات

التنقل السريع