القائمة الرئيسية

الصفحات


مسألة أولى :
قال الله تعالى : "  وَلَا تَأْكُلُوا۟ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسْقٌۭ ۗ " ...الواو هنا فصلت بين من اعتبر التسمية عند الذكاة فرضا ومن اعتبره سنة وبين من أسقطها عند السهو ومن اشترطها دوما  ...المالكية والاحناف قالوا هي واو حال والنهي عن الفسق الذي هو الأكل مما ذكر عليه اسم غير اسم الله بدليل قوله : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا۟ بِٱلْأَزْلَـٰمِ ۚ ذَ‌ٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ" وقوله تعالى : " قُل لَّآ أَجِدُ فِى مَآ أُوحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍۢ يَطْعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًۭا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍۢ فَإِنَّهُۥ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِۦ ۚ "...والحنابلة والشافعية قالوا هي واو استئناف والتسمية ليس واجبة ولا  فرضا ...ويظهر الفرق في دبيحة لم يذكر اسم الله عليها عمدا أو سهوا ...هل تؤكل أم لا ...؟
*** مسألة ثانية :
الوضوء ...نهر يتردد عليه المسلم يوميا ...لكن الواو في آية الوضوء اشكلت على الفقهاء وقسمتهم فريقين ...قال تعالى : " إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغْسِلُوا۟ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُوا۟ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَيْنِ ۚ" ...الواو ...افادت جمعا بين الفرائض ...فهل اقتضت الترتيب بينها ...من قال انها لا تفيد ترتيبا ..اعتبر ترتيب فرائض الوضوء سنة يصح بدونها ...وهذا ما قاله المالكية والاحناف ...
***  مسألة ثالثة :
قال تعالى : "إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًۭا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨﴾ " ..الواو بين الصفا والمروة جمعت بين طرفين في ركن السعي ...واذا كانت الواو لا تقتضي الترتيب بل مطلق الجمع ...فهل يصح ان يبدأ الحاج بالمروة ...وهل يعتبر حجه اثره صحيحا ...؟ لم يؤخذ دليل الترتيب من الآية بل من السنة المطهرة فقد
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في سعيه بالصفا ، وقال : ( أبدأ بما بدأ الله به ) ، ولذلك اعتبره أبو حنيفة سنة لا فرضا مخالفا بقية  الفقهاء الذين اشترطوا في السعي الترتيب، وهو أن يبدأ بالصفا ، ويختم بالمروة ، فإن بدأ بالمروة : لم يعتد بذلك الشوط ، وممن قال باشتراط الترتيب : مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأصحابهم ، والحسن البصري ، والأوزاعي ، وداود ، وجمهور العلماء .
...وفي مناسك الكرماني : إن الترتيب فيه ليس بشرط عندنا ، حتى لو بدأ بالمروة ، وأتى الصفا جاز ، ويعتد به ، ولكنه مكروه لترك السنة ، فتستحب إعادة ذلك الشوط .
وقال الرازي في " أحكام القرآن " : فإن بدأ بالمروة قبل الصفا : لم يعتد بذلك في الرواية المشهورة عن أصحابنا ، وروي عن أبي حنيفة : أنه ينبغي له أن يعيد ذلك الشوط ، فإن لم يفعل فلا شيء عليه ، وجعله بمنزلة ترك الترتيب في أعضاء الطهارة ....
فانظر كيف ان علما بحرف يغير دلالة ويؤسس اختيارا ... ثم يتجرّأ أميون على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

تعليقات

التنقل السريع