القائمة الرئيسية

الصفحات

الحلقة الأولى ❤❤
الحجر الصحي له أصل من السنة النبوية المطهرة:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
 فإن من أصيب بمرض معد أو اشتبه به يحرم عليه إخفاء إصابته أو أن ينقل المرض أو يخالط الآخرين، ويجب أن يأخذ الاحتياطات الصحية اللازمة كالحجر حتى لا يؤذي الآخرين.
وهذه الوقاية من الأمراض السارية والمعدية منهج نبوي دلنا عليه الحبيب المصطفى، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((لا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ)) أي لا يدخل إنسان مريض بمرض معدي على إنسان سليم فيسبب له العدوى بالمرض.
روى البخاري عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (((وَفِرّ من المجذوم كما تفر من الأسد))
وحديث البخاري تمامه ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وَفِرّ من المجذوم كما تفر من الأسد)) ففي أول الحديث نفي لوجود العدوى، وفي آخر الحديث إثبات لها وأمر بتجنبها والفرار منها، لكن العدوى المنفية هنا هي العدوى على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى، وأن هذه الأمور تعدي بطبعها، وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من الأمراض سبباً لحدوث ذلك.
قال النووي في شرح مسلم: قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ: يَجِبُ الْجَمْعُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ وَهُمَا صَحِيحَانِ، قَالُوا وَطَرِيقُ الْجَمْعِ أن حديث ((لا عدوى)) الْمُرَادُ بِهِ نَفْيُ مَا كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تَزْعُمُهُ وتعتقده أن المرض والعاهة تعدى بطبعها لا بفعل الله تعالى، وأما حديث ((لا يورد مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ)) فَأُرْشِدَ فِيهِ إِلَى مُجَانَبَةِ مَا يَحْصُلُ الضَّرَرُ عِنْدَهُ فِي الْعَادَةِ بِفِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدْرِهِ فَنَفَى فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الْعَدْوَى بِطَبْعِهَا وَلَمْ يَنْفِ حُصُولَ الضَّرَرِ عِنْدَ ذَلِكَ بِقَدَرِ اللَّهِ تَعَالَى وَفِعْلِهِ، وَأَرْشَدَ فِي الثَّانِي إِلَى الِاحْتِرَازِ مِمَّا يَحْصُلُ عِنْدَهُ الضَّرَرُ بِفِعْلِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَقَدَرِهِ، فَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ تَصْحِيحِ الْحَدِيثَيْنِ وَالْجَمْعِ بَيْنَهُمَا هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ وَيَتَعَيَّنُ الْمَصِيرُ إِلَيْهِ. انتهى

والعدوى هي انتقال مسبب المرض، من فيروس أو بكتيريا أو طفيل، من مريض إلى سليم، فيحدث فيه نفس المرض. والمعروف أن العدوى بالأمراض لم تكن معروفة من قبل عصر العلم الحالي، لأن مسببات الأمراض المعدية لا ترى بالعين المجردة، وإنما ترى بالميكروسكوب الذي لم يستخدم في هذه الأغراض إلا في القرن الثامن عشر وما بعده. الميكروبات والطفيليات تشاهد بواسطة الميكروسكوب العادي، أما الفيروسات فلا ترى إلا بالميكروسكوب الإليكتروني الذي يكبر المرئيات آلاف المرات.
والأمراض تصيب الإنسان، منها ما هو غير معد، ومنها ما هو معد.
والله أعلم وأحكم


تعليقات

التنقل السريع