القائمة الرئيسية

الصفحات

*** ... أدب الأوبئة ... ***

قد حدَثَتْ في عصرِنا مسائلُ **
غربيةٌ لم تروِها الأوائل

داهيةٌ ليسَتْ تُرى بالبصرِ **
تُدعى كُرونا خَطْبُها ذو خطرِ

وهِي جُندٌ بثَّه الإلهُ **
وليسَ يدرِي جندَه سِواهُ

قد عمَّ في الأقطار هولُ رُعبِها **
في مشرقِ الأرضِ وفي مغرِبِها

لا فرقَ بيْن كافرٍ ومسلمِ **
وبيْن مسؤولٍ وراعي غنمِ

فحُظِرَ التجْوالُ في الأمصارِ **
وأعلنوا عن حالةِ الطَّواري 

وانتقَبَ الرِّجالُ للعينَينِ **
ووضَعوا القفَّازَ في اليدَينِ 

وعاطسٌ في ملإ يُعزَّرُ **
ورُبَّما لنصفِ شهرٍ يُحْجرُ

ينفَضُّ عنه الجمعُ مُدبِرِينا **
مُغاضبينَ لا مُشمِّتينَا 

وقد أُمِيتَت سنَّةُ المُصافحهْ **
حتى غدَتْ مَذمّةً مُستقبَحهْ

أما عِناقُ الخلِّ والمسافرِ **
فقد غدَا من جُملة الكبائرِ

داعي الفلاحَ في منار المسجدِ **
يدعُو ولا يُجيبُ أيُّ أحدِ 

لا في جماعةٍ ولا في جُمُعهْ **
قد استوى الجميعُ في ذي المَعْمعهْ

ومُنعَ الطوافُ بالبيتِ العتيقْ **
كذا زيارةُ النبيِّ والعتيقْ

وفي المنازلِ أُقيمت جُمعهْ **
بنفرٍ ثلاثةٍ أو أربعهْ

وجمعوا الصلاةَ دون سفرِ ** 
أو مرضٍ أوْ ظلمةٍ ومطرِ 

واختَلفتْ في ذا حماةُ الشرعِ **
في القول بالجوازِ أو بالمنعِ

ومال للدَّجَلِ والخُرافةِ ** 
بعضُ العوامِ من رعاعِ الأمةِ

واتخذوا بيتًا كبيتِ العنكبوتْ ** 
وما دروا بأنّ أوْهنَ البيوتْ

وبلَغَتْ قلوبُ بعضِ الناسِ ** 
حناجرًا من خوفِ هذا الباسِ

(واللهُ حيٌّ صمدٌ وباقِي ** 
سبحانه ذو كَنفٍ وواقِي 

ونحنُ في كنفِه المنيعِ ** 
من كلِّ شرٍّ وأذًى شنيعِ).

........................................

(((  الشنقيطي )))


تعليقات

التنقل السريع