القائمة الرئيسية

الصفحات


...المسلمون ثلاث مائة وفيهم فارسان.


ثم انطلقوا..وانطلق رسول الله صل الله عليه و سلم. ثم دنى من مياه بدر. بعث رجلين، بسيس ابن عمر و عدي ابن ابي الزغباء الجهنيين يتجساسان له اخبار ابي سفيان، وكان ابو سفيان سلك طريقا غير الطريق الذي يسلكونه في تجارتهم، ونحى جهة البحر فاحرز العير و نجى، فبعث ابو سفيان بعد ذلك يقول لقريش، اذا ما خرجتم لتمنعوا عيركم و اموالكم و رجالكم فقد نجاهم الله فارجعوا، فبلغ ذلك ابى جهل فقال: والله لا نرجع حتى نرد بدرا.


-سبحان الله- - عندما يريد الله ان يكتب شيئا لما اراد الله من كسر قريش و عزة نبيه ﷺ ولا فالباعث على الخروج انتفى -


قال: والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم فيها ثلاثا وننحر الجزر ونطعم الطعام ونشرب الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع العرب بنا و بمسيرنا فلا يزالون يهابوننا ابد الدهر.
لما بلغ خبر اقبال قريش الى رسول الله ﷺ وكان انما خرج الى العير مع من خرج معه جعل يستشير اصحابه. روى البخاري عن ابن مسعود قال: شهدت مشهدا من المقداد ابن اسود، لان اكون انا صاحبه احب الي مما عدل به، أتى رسول الله ﷺوهو يدع على الكفار، فقال يا رسول الله: والله لا نقول لك كما قال قوم موسى اذهب انت وربك فقاتلا، ولكننا نقاتل عن يمينك و عن شمالك، وبين يديك وخلفك.
وروى مسلم ان رسول الله ﷺ لما بلغه الخبر استشار أصحابه فقام ابو بكر فتكلم فاعرض عنه رسول الله ﷺ فقام عمر فتكلم فاعرض عنه رسول الله ﷺ فقام سعد ابن عبادة (سول الله ﷺ لا يريد رأي المهاجرين هؤلاء قوم خرجوا معه من مكة وتركوا ديارهم و أموالهم و نسائهم ومن يعز عليهم تركه، لأجل سول الله ونصره ونصر دينه فلا يتصور ان يتخلفوا عنه في مثل هذا الموضع لكن الانصار لهم شأن آخر) فقال : يا رسول الله و الذي بعثك بالحق لو خضت بنا هذا البحر لأخضناه معك و لو أمرتنا لان نضرب أكبادها الى برك الغماد لفعلنا.
فاسبشر رسول الله ﷺ ( ايها الناس هذا لفظ عام يريد به النبي فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم فئة من الناس و هم الأنصار و صلى الله عليه و سلم كان يتخوف أن الانصار لا ترى عليها نصر رسول الله الا ممن دهمه من العدو في ديارهم. لان يوم بيعة العقبة لما بايعوه قالوا: يا رسول الله نحن براء مما يصيبك حتى تصل ديارنا فاذا وصلت ديارنا فانت في ذمتنا، نمنعك مما نمنع منه ابنائنا و نسائنا، وهو رسول الله الان ليس في ديارهم، فلذلك يستشيرهم، لانه اذا تخلفوا عن نصره لا يلامون لانه بينه و بينهم ذلك العهد و الميثاق. ففهم ذلك الانصار.) وقام سعد ابن معاذ رضي الله عنه وقال له كأنك تريدنا يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ نعم فقال له سعد ابن معاذ فانا قد آمنا بك وصدقناك و شهدنا أن الذي جأتنا به هو الحق و أعطيناك عهودنا ومواثيقنا على السمع و الطاعة، فوالذي بعثك بالحق لو استقبلت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا. فانا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك.
و في رواية اخرى فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت،وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك فو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك. فسر رسول الله وقال ابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين.
فلما نزلوا بدرا بعثت قريش من يستقي لها فامسك ببعض هؤلاء بعض أصحاب رسول الله فيه غلام لبني الحجاج من قريش فروى مسلم أن الصحابة أخذوا هذا الغلام فجعلوا يسؤلونه عن العير و عن خبر ابي سفيان، فيقول لهم لا علم لي بابي سفيان ولاكن هذا ابو جهل و عتبة و شيبة و أمية ابن خلف. فاذا قال هذا ضربوه لانه يخبرهم هذه الحرب وليست العير فيضربوه قال نعم هذا ابو سفيان فيتركونه، فاذا تركوه قال لا علم لي بابي سفيان فيعيدون الكرة، ولا يزالون كذلك و سرول الله ﷺ قائم يصلي فلما رأى ذلك انصرف من صلاته وقال : والله انكم لتضربونه اذا صدقكم و تتركونه اذا كذبكم.خارج الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال بعد ما قال: أَيْنَ قُرَيْشٌ ، فَقَالُوا : خَلْفَ هَذَا الْكَثِيبِ الَّذِي تَرَى ، قَالَ : كَمْ هُمْ ؟ ، قَالُوا : كَثِيرٌ ، قَالَ : كَمْ عَدَدُهُمْ ؟ ، قَالُوا : لَا نَدْرِي ، قَالَ : كَمْ يَنْحَرُونَ ؟ ، قَالُوا : يَوْمًا عَشْرًا ، وَيَوْمًا تِسْعًا ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْقَوْمُ مَا بَيْنَ الْأَلْفِ وَالتِّسْعِمِائَةِ ، فقال من فيهم من الأشراف:فبدأ يعد فقال لهم لسول الله هذه مكة القت اليكم افلاذ اكبادها. في مسلم: انه كان ﷺ يضع يده و يقول : هذا مصرع فلان فيقول الراوي والله ما ماط احد منهم موضع يد رسول الله ﷺ.
وفي ليلة المعركة انزل ربنا عز وجل مطرا فطهر به المسلمين و ثبت به الأرض تحت أقدامهم و أذهب عنهم الرجس و ذلك في قوله تعالى: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ.=سورة الانفال الاية 11=
فلمى أصبحوا كان لكل واحد منهم دعوة. كل طائفة دعت. اما رسول الله فكانت دعوته: مارواه مسلم عن عمر قال : استقبل رسول الله القبلة ورفع يديه وهتف بربه: اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم ان تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الارض....


تعليقات

التنقل السريع